تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٩ - الصفحة ٢١٠
وفي تفسير القمي قال: وفي رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال:
نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب عليه السلام: (الذين آمنوا وهاجروا - إلى قوله - الفائزون) ثم وصف ما لعلى عليه السلام عنده فقال: يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم).
وفي المجمع روى الحاكم أبو القاسم الحسكاني باسناده عن أبي بريدة عن أبيه قال:
بينما شيبة والعباس يتفاخران إذ مر عليهما على بن أبي طالب قال: بما تفتخران؟
قال العباس: لقد أوتيت من الفضل ما لم يؤت أحد سقاية الحاج، وقال شيبة:
أوتيت عمارة المسجد الحرام، وقال على: وأنا أقول لكما لقد أوتيت على صغرى ما لم تؤتيا فقالا: وما أوتيت يا علي؟ قال: ضربت خراطيمكما بالسيف حتى آمنتما بالله تبارك وتعالى ورسوله.
فقام العباس مغضبا يجر ذيله حتى دخل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: أما ترى ما استقبلني به على؟ فقال: ادعوا لي عليا، فدعى له فقال: ما حملك يا علي على ما استقبلت به عمك؟ فقال: يا رسول الله صدقته الحق فان شاء فليغضب، وإن شاء فليرض.
فنزل جبرئيل عليه السلام وقال: يا محمد ربك يقرأ عليك السلام ويقول: أتل عليهم: (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر) إلى قوله: (إن الله عنده أجر عظيم).
وفي تفسير الطبري بإسناده عن محمد بن كعب القرظي قال: افتخر طلحة ابن شيبة والعباس وعلي بن أبي طالب فقال طلحة: انا صاحب البيت معي مفتاحه، وقال العباس: (وأنا صاحب السقاية والقائم عليها، فقال على: ما أدرى ما تقولان لقد صليت إلى القبلة ستة أشهر قبل الناس، وأنا صاحب الجهاد، فأنزل الله: (أجعلتم سقاية الحاج) الآية كلها.
وفي الدر المنثور اخرج الفاريابي عن ابن سيرين قال: قدم على بن أبي طالب مكة فقال للعباس: أي عم ألا تهاجر؟ ألا تلحق برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ فقال: أعمر المسجد الحرام وأحجب البيت فأنزل الله: (أجعلتم سقاية الحاج) الآية، وقال لقوم قد سماهم: ألا تهاجرون؟ ألا تلحقون برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ فقالوا: نقيم مع إخواننا وعشائرنا ومساكننا فأنزل الله تعالى: (قل إن كان آباؤكم) الآية كلها.
(٢١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 ... » »»
الفهرست