تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٩ - الصفحة ٢١٥
نعيم وابن عساكر عن انس الآتية، وقد تقدم توضيح ذلك.
وفي الدر المنثور أخرج أبو نعيم في فضائل الصحابة وابن عساكر عن انس قال:
قعد العباس وشيبة صاحب البيت يفتخران فقال العباس: أنا أشرف منك أنا عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ووصى أبيه، وساقى الحجيج، فقال شيبة: أنا أشرف منك أنا أمين الله على بيته وخازنه أفلا ائتمنك كما ائتمنني؟
فاطلع عليهما على فأخبراه بما قالا فقال على: أنا أشرف منكما أنا أول من آمن وهاجر فانطلق ثلاثتهم إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأخبروه فما أجابهم بشئ فانصرفوا فنزل عليه الوحي بعد أيام فأرسل إليهم فقرأ عليهم: (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام) إلى آخر العشر.
وفي تفسير القمي عن أبيه عن صفوان عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام: قال: نزلت في علي والعباس وشيبة. قال العباس: أنا أفضل لان سقاية الحاج بيدي، وقال شيبة: أنا أفضل لان حجابة البيت بيدي، وقال على: أنا أفضل فإني آمنت قبلكما ثم هاجرت وجاهدت فرضوا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأنزل الله: (أجعلتم سقاية الحاج - إلى قوله - إن الله عنده أجر عظيم).
أقول: ورواه العياشي عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام مثله، وفيه عثمان بن أبي شيبة مكان شيبة.
وفي الكافي عن أبي على الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أحدهما عليهما السلام في قول الله: (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر) نزلت في حمزة وعلى وجعفر والعباس وشيبة، إنهم فخروا بالسقاية والحجابة فأنزل الله عز ذكره: (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر) وكان على وحمزة وجعفر هم الذين آمنوا بالله واليوم الآخر وجاهدوا في سبيل الله. لا يستوون عند الله.
أقول: ورواه أيضا العياشي في تفسيره عن أبي بصير عن أحدهما عليهما السلام مثله.
والرواية لا تلائم ما يثبته النقل القطعي فقد كان حمزة من المهاجرين الأولين لحق برسول صلى الله عليه وآله وسلم ثم استشهد في غزوة أحد في السنة الثالثة من الهجرة، وقد كان جعفر
(٢١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 ... » »»
الفهرست