تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٩ - الصفحة ٢١٨
بعد عامهم هذا وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء إن الله عليم حكيم - 28.
(بيان) تشير الآيات إلى قصة غزوة حنين وتمتن بما نصر الله فيه المؤمنين كسائر المواطن من الغزوات التي نصرهم الله بعجيب نصرته على ضعفهم وقلتهم، وأظهر أعاجيب آياته بتأييد نبيه صلى الله عليه وآله وسلم وإنزال جنود لم يروها وإنزال السكينة على رسوله والمؤمنين وتعذيب الكافرين بأيدي المؤمنين.
وفيها الآية التي تحرم على المشركين أن يدخلوا المسجد الحرام بعد عام تسع من الهجرة، وهى العام الذي أذن فيه علي عليه السلام ببراءة، ومنع طواف البيت عريانا، ودخول المشركين في المسجد الحرام.
قوله تعالى: (لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين - إلى قوله - ثم وليتم مدبرين) المواطن جمع موطن وهو الموضع الذي يسكنه الانسان ويتوطن فيه.
وحنين اسم واد بين مكة والطائف وقع فيه غزوة حنين قاتل فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم هوازن وثقيف وكان يوما شديدا على المسلمين انهزموا اولا ثم أيدهم الله بنصره فغلبوا.
والاعجاب الاسرار والعجب سرور النفس بما يشاهده نادرا، والرحب السعة في المكان وضده الضيق.
وقوله: (لقد نصركم الله في مواطن كثيرة) ذكر لنصرته تعالى لهم في مواطن كثيرة ومواضع متعددة يدل السياق على انها مواطن الحروب كوقائع بدر وأحد والخندق وخيبر وغيرها، ويدل السياق أيضا أن الجملة كالمقدمة الممهدة لقوله: (ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم) الآية فإن الآيات الثلاث مسوقة لتذكير قصة وقعة حنين، وعجيب ما أفاض الله عليهم من نصرته وخصهم به من تأييده فيها.
وقد استظهر بعض المفسرين كون الآية وما يتلوها إلى تمام الآيات الثلاث تتمة لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيما أمره ربه أن يواجه به المؤمنين في قوله: (قل ان كان آباؤكم)
(٢١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 ... » »»
الفهرست