تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٩ - الصفحة ٢١٢
الاخبار سيما اخبار (1) التفسير والقصص إلا ما تقوم قرائن قطعية يجوز التعويل عليها على صحة متنه، ومن ذلك موافقة متنه لظواهر الآيات الكريمة.
فالذي يهم الباحث عن الروايات غير الفقهية ان يبحث عن موافقتها للكتاب فان وافقتها فهى الملاك لاعتبارها ولو كانت مع ذلك صحيحة السند فإنما هي زينة زينت بها وإن لم توافق فلا قيمة لها في سوق الاعتبار.
وأما ترك البحث عن موافقة الكتاب، والتوغل في البحث عن حال السند - إلا ما كان للتوسل إلى تحصيل القرائن - ثم الحكم باعتبار الرواية بصحة سندها ثم تحميل ما يدل عليه متن الرواية على الكتاب، واتخاذه تبعا لذلك كما هو دأب كثير منهم فمما لا سبيل إليه من جهة الدليل.
وأما ما ذكره من رجحان رواية النعمان على غيرها من جهة المتن مبينا ذلك بأن الآيات تدل على أن موضوع المساواة أو المفاضلة كان بين خدمة البيت أو حجابته وهى من أعمال البر البدنية الهينة المستلذة، وبين الايمان والجهاد والهجرة وهى من أعمال البر النفسية والبدنية الشاقة، والآيات تتضمن الرد عليها كلها. انتهى.
ففيه اولا: إن الذي ذكره من مدلول الآيات مشترك بين جميع ما أورده من الروايات:
أما رواية ابن عباس التي مضمونها وقوع الكلام في المساواة أو المفاضلة حين أسر العباس يوم بدر بين العباس وبين المسلمين حيث عيروه فقد ذكر فيها صريحا المقايسة بين الاسلام والهجرة والجهاد وبين سقاية الحاج وعمارة المسجد وفك العاني، وهناك روايات أخر في معناه.
وأما رواية ابن سيرين الدالة على وقوع النزاع بين على والعباس بمكة حين دعاه إلى الهجرة واللحوق بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم فأجابه بأن له عمارة المسجد الحرام وحجابة البيت وقد روى هذا المعنى ابن مردويه عن الشعبي وفيها: أن العباس قال لعلي: أنا عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأنت ابن عمه، وإلى سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام، فأنزل الله:
(أجعلتم سقاية الحاج) الآية.

(1) وقد اعترف في كلامه ونقل عن أحمد انه قال: لا أصل لها.
(٢١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 ... » »»
الفهرست