تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٩ - الصفحة ١٨٢
وفي قرب الاسناد للحميري حدثني عبد الحميد وعبد الصمد بن محمد جميعا عن حنان بن سدير قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: دخل على أناس من أهل البصرة فسألوني عن طلحة والزبير فقلت لهم كانوا (1) من أئمة الكفر ان عليا يوم البصرة لما صف الخيل قال لأصحابه لا تعجلوا على القوم حتى اعذر فيما بيني وبين الله وبينهم.
فقام إليهم فقال يا أهل البصرة هل تجدون على جورا في حكم قالوا لا قال فحيفا في قسم قالوا لا قال فرغبه في دنيا اخذتها لي ولأهل بيتي دونكم فنقمتم على فنكثتم بيعتي قالوا لا قال فأقمت فيكم الحدود وعطلتها في غيركم قالوا لا قال فما بال بيعتي تنكث وبيعه غيري لا تنكث انى ضربت الامر انفه وعينه فلم أجد الا الكفر أو السيف.
ثم ثنى إلى أصحابه فقال - ان الله تبارك وتعالى يقول في كتابه " وان نكثوا ايمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر انهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون " فقال أمير المؤمنين عليه السلام: والذي فلق الحبة وبرء النسمة واصطفى محمدا بالنبوة إنهم لأصحاب هذه الآية وما قوتلوا مذ نزلت.
أقول: ورواه العياشي عن حنان بن سدير عنه عليه السلام.
وفي أمالي المفيد بإسناده عن أبي عثمان مؤذن بنى قصى قال: سمعت على بن أبي طالب عليه السلام حين خرج طلحة والزبير على قتاله: عذرني الله من طلحة والزبير، بايعاني طائعين غير مكرهين ثم نكثا بيعتي من غير حدث أحدثته ثم تلا هذه الآية:
(وان نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر انهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون).
أقول: ورواه العياشي في تفسيره عن أبي عثمان المؤذن وأبى الطفيل والحسن البصري مثله، ورواه الشيخ في أماليه عن أبي عثمان المؤذن. وفي حديثه قال بكير:
فسألت عنها أبا جعفر عليه السلام فقال: صدق الشيخ هكذا قال على. هكذا كان.
وفي الدر المنثور اخرج ابن إسحاق والبيهقي في الدلائل عن مروان بن الحكم

(1) كانا ظ.
(١٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 ... » »»
الفهرست