تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٩ - الصفحة ١٧٧
والثاني ان الرواية كما اتضح لك منقوله بالمعنى ومع ذلك لا يصلح ما وقع فيها من بعض الألفاظ لتفسير ما اتفقت عليه معظم الروايات الصحيحة الواردة من طرق الفريقين من لفظ الوحي المنقول فيها.
على أن قوله من أهل بيتي في هذه لو صلح لتفسير ما وقع في سائر الروايات من لفظ رجل منك أو رجل منى لكان الواقع في رواية أبى سعيد الخدري السابقة من قوله صلى الله عليه وآله وسلم يا علي أنه لا يؤدى عنى الا انا أو أنت مفسرا لما في رواية انس الا رجل من أهل بيتي أو الا رجل من أهلي وما في سائر الروايات الا رجل منك أو الا رجل منى.
فيعود هذه الألفاظ كناية عن شخص على عليه السلام بل الكناية بما لها من المعنى مشيرة إلى أنه من نفس النبي صلى الله عليه وآله ومن أهله ومن أهل بيته جميعا وهذا عين ما فر منه وزيادة.
والثالث ان استفاده كونه عليه السلام بمنزله نفسه صلى الله عليه وآله وسلم ليست بمستنده إلى مجرد قوله صلى الله عليه وآله وسلم رجل منى كما حسبه فان مجرد قول القائل فلان منى لا يدل على تنزيله منزلته في جميع شؤون وجوده ومماثلته إياه وانما يدل على نوع من الاتصال والاتباع كما في قول إبراهيم عليه السلام فمن تبعني فإنه منى: إبراهيم - 36 الا بنوع من القرينة الداله على عنايه كلاميه كقوله تعالى ومن يتولهم منكم فإنه منهم.
بل انما استفيد ذلك من قوله رجل منى أو رجل منك بمعونة قوله لا يؤدى عنك الا أنت على البيان الذي تقدم وعلى هذا فلو كان هناك قوله لا يؤدى عنى الا رجل من أهلي أو رجل من أهل بيتي لاستفيد منه عين ما استفيد من قوله لا يؤدى عنك الا أنت أو رجل منك وقوله لا يؤدى عنى الا انا أو رجل منى مضافا (1) إلى أنه صلى الله عليه وآله وسلم عده منه في خطابه أبا بكر وهو أيضا منه بالاتباع.

(1) وفي رواية الحاكم الآتية عن مصعب بن عبد الرحمن عن أبيه عنه صلى الله عليه وآله فيما قاله لأهل الطائف: " والذي نفسي بيده لتقيمن الصلاة ولتؤتن الزكاة أو لأبعثن عليكم رجلا مني أو كنفسي " فرأى الناس انه يعني ابا بكر أو عمر فأخذ بيد علي فقال: " هذا " دلالة على هذا الفهم من جهة ما فيها من الترديد.
(١٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 ... » »»
الفهرست