تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٩ - الصفحة ١٧٦
تابعا لأبي بكر في امارته إلى آخر ما قال فلا ريب ان الذي بعث به النبي صلى الله عليه وآله وسلم عليا من الاحكام كان أمرا خاصا وهو تلاوة آيات براءه وسائر ما يلحق بها من الأمور الأربعة المتقدمة غير أن الكلام في أن كلمه الوحي لا يؤدى عنك الا أنت أو رجل منك لا تختص في دلالتها بتأدية آيات براءه على ما تقدم بيانه فلا ينبغي الخلط بين ما يدل عليه الكلمة وبين ما أمر به على في خصوص تلك السفرة.
واما قوله وكان في تلك الحجة تابعا الخ فامر استفاده من كلام أبى هريرة وما يشبه وقد عرفت الكلام فيه.
وفي الدر المنثور اخرج ابن أبى شيبه واحمد والترمذي وحسنه وأبو الشيخ وابن مردويه عن انس رضي الله عنه قال: بعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم ببراءة مع أبى بكر رضي الله عنه - ثم دعاه فقال لا ينبغي لاحد ان يبلغ هذا - الا رجل من أهلي فدعا عليا فأعطاه إياه.
أقول ذكر صاحب المنار في بعض كلامه ان قوله صلى الله عليه وآله وسلم أو رجل منى في رواية السدى قد فسرتها الروايات الأخرى عند الطبري وغيره بقوله صلى الله عليه وآله وسلم أو رجل من أهل بيتي وهذا النص الصريح يبطل تأويل كلمه منى بان معناها ان نفس على كنفس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وانه مثله وانه أفضل من كل أصحابه انتهى.
والذي أشار إليه من الروايات هو ما رواه قبلا بقوله وأخرج أحمد بسند حسن عن انس ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعث ببراءة مع أبى بكر فلما بلغ ذا الحليفة قال لا يبلغها الا انا أو رجل من أهل بيتي فبعث بها مع علي.
وهذه بعينها على ما لا يخفى هي الرواية السابقة التي أوردناها عن انس وقد وقع فيها أو رجل من أهلي وان اختلف لفظا الروايتين بما عملت فيهما يد النقل بالمعنى.
وأول ما في كلامه ان اللفظ أو رجل منى لم يقع الا في رواية واحده موقوفه هي رواية السدى التي استضعفها قبيل ذلك بل الأصل في ذلك كلمه الوحي التي أثبتتها معظم الروايات الصحيحة على بلوغ كثرتها والروايات الاخر المشتملة على قوله من أهل بيتي وهو يستكثرها انما هي رواية انس على ما عثرنا عليها وقد وقع في بعض ألفاظها قوله من أهلي مكان من أهل بيتي.
(١٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 ... » »»
الفهرست