تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٩ - الصفحة ١١١
ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم - 63.
يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين - 64. يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون - 65. الان خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين - 66.
(بيان) أحكام ودستورات في الحرب والسلم والمعاهدات ونقضها وغير ذلك، وصدر الآيات يقبل الانطباق على طوائف اليهود التي كانت في المدينة وحولها وقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم عاهدهم بعد هجرته إلى المدينة ان لا يضروه ولا يغدروا به ولا يعينوا عليه عدوا ويقروا على دينهم ويأمنوا في أنفسهم فنقضوا العهد نقضا بعد نقض حتى أمر الله سبحانه بقتالهم فآل أمرهم إلى ما آل إليه، وسيجئ بعض اخبارهم في البحث الروائي التالي إن شاء الله تعالى.
وعلى هذا فالآيات الأربع الأول غير نازلة مع ما سبقها من الآيات ولا متصلة بها كما يعطيه سياقها وأما السبع الباقية فليست بواضحة الاتصال بما قبلها من الآيات الأربع ولا بما قبل ما قبلها.
قوله تعالى: (إن شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون) الكلام مسوق لبيان كون هؤلاء شر جميع الموجودات الحية من غير شك في ذلك لما في تقييد الحكم بقوله: (عند الله) من الدلالة عليه فان معناه الحكم، وما يحكم ويقضى به الله سبحانه لا يتطرق إليه خطأ وقد قال تعالى: (لا يضل ربى ولا ينسى) طه: 52.
(١١١)
مفاتيح البحث: الضلال (1)، القتل (2)، الحرب (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 ... » »»
الفهرست