تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٦٥٨
كانوا يستحبون إظهار الفرائض وكتمان النوافل (1).
الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن علي بن مرداس، عن صفوان بن يحيى، والحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن عمار الساباطي قال: قال لي أبو عبد الله: يا عمار، الصدقة والله في السر أفضل من الصدقة في العلانية، وكذلك والله العبادة في السر أفضل منها في العلانية (2).
وفي تفسير العياشي: عن الحلبي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله عز وجل: " وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم " قال: ليس تلك الزكاة ولكنه الرجل يتصدق لنفسه والزكاة علانية أفضل (3).
واعلم أن بعض تلك الأحاديث يدل على أن في الآية استخداما، والمراد بالصدقات، الصدقات الواجبة، وبضميرها المندوبة.
ويمكن حمل البعض الآخر عليه أيضا، إلا الخبر الأول، ويمكن أن يقال أيضا أنه تفسير لقوله: " وإن تخفوها " إلى آخره.
ويكفر عنكم من سيأتكم: قرأ ابن عامر وعاصم في رواية حفص بالياء، أي والله يكفر، أو الاخفاء (4).
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم في رواية أبي عياش ويعقوب بالنون، مرفوعا على أنه جملة فعلية مبتدأ، أو اسمية معطوفة على ما بعد الفاء، أي ونحن نكفر (5) وقرأ نافع وحمزة والكسائي به مجزوما على محل الفاء وما بعده (6)، وقرئ مرفوعا ومجزوما والفعل للصدقات (7).

(١) الكافي: ج ٤، ص ٦٠، كتاب الزكاة، باب النوادر، ح ١.
(٢) الكافي: ج ٤، ص ٨، كتاب الزكاة، باب فضل صدقة السر، ح ٢.
(٣) تفسير العياشي: ج ١، ص 151، ح 499 وفيه (والزكاة علانية ليس بسر).
(4) أنوار التنزيل وأسرار التأويل: ج 1، ص 140.
(5) أنوار التنزيل وأسرار التأويل: ج 1، ص 140.
(6) أنوار التنزيل وأسرار التأويل: ج 1، ص 140.
(7) أنوار التنزيل وأسرار التأويل: ج 1، ص 140.
(٦٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 653 654 655 656 657 658 659 660 661 662 663 ... » »»
الفهرست