تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٥٩٢
أن من شرب ستون ألفا، ومن لم يشرب ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا، وكان الوقت قيظا فسلكوا مفازة وسألوا ان يجري الله لهم نهرا.
قال: أي نبيهم إن الله مبتليكم بنهر: يعاملكم معاملة المختبر بما اقترحوه فمن شرب منه فليس منى: فليس من أشياعي، أو بمتحد معي ومن لم يطعمه فإنه منى: أي من لم يذقه، من طعم الشئ إذا ذاقه مأكولا أو مشروبا.
إلا من اغترف غرفة بيده: استثناء من قوله " فمن شرب " وقدم عليه الجملة الثانية، للعناية بها، والمعنى الرخصة في القليل دون الكثير، وقرئ بفتح الغين فشربوا منه إلا قليلا منهم: أي فكرعوا فيه، إذ الأصل في الشرب منه أن لا يكون بوسط. أو أفرطوا في الشرب إلا قليلا منهم. وقرئ بالرفع حملا على المعنى، أي لم يطيعوه.
وروي أن الذين شربوا منه كانوا ستين ألفا (1) وروي عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: القليل الذي لم يشربوا ولم يغترفوا ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا (2) فلما جاوزه هو: أي طالوت النهر، إلى جنود جالوت.
والذين آمنوا معه: أي القليل الذين لم يخالفوه.
قالوا: أي الذين شربوا منه.
لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده: لكثرتهم وقوتهم، هذا إعتذار منهم في التخلف وتحذير للقليل.
قال الذين يظنون أنهم ملقوا الله: أي الخلص منهم الذين تيقنوا لقاء الله وثوابه بالموت وسماه ظنا، لشبه اليقين بالموت بالظن والشك، كما ورد في الخبر أنه ما من

(1) تفسير علي بن إبراهيم: ج 1، ص 83، في تفسيره لقوله تعالى: " فشربوا منه إلا قليلا ".
(2) تفسير علي بن إبراهيم: ج 1، ص 83، في تفسيره لقوله تعالى: " فشربوا منه إلا قليلا ".
(٥٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 587 588 589 590 591 592 593 594 595 596 597 ... » »»
الفهرست