تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٣٠٠
[قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين (94)] العبادة غير موضعها، وأن يكون اعتراضا، بمعنى أنتم قوم عادتكم الظلم.
وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة واسمعوا: أي قلنا لهم: خذوا ما أمرتم به في التوراة بجد، واسمعوا سماع طاعة.
قالوا سمعنا: قولك.
وعصينا: أمرك.
وأشربوا في قلوبهم العجل: تداخلهم حبه، ورسخ في قلوبهم صورته، لفرط شغفهم فيه، كما يتداخل الصبغ الثوب، والشرب أعماق البدن، و (في قلوبهم) بيان لمكان الاشراب.
بكفرهم: بسبب كفرهم، لأنهم كانوا مجسمة أو حلولية ولم يروا جسما أعجب منه، فتمكن في قلوبهم ما سول لهم السامري.
قل بئسما يأمركم به إيمنكم: بالتوراة، لأنه ليس فيها عبادة العجاجيل.
وإضافة الامر إلى إيمانهم تهكم كما قال قوم شعيب: " أصلاتك تأمرك " (1) و كذلك إضافة الايمان إليهم، والمخصوص بالذم محذوف، أي هذا الامر، أو ما يعمه وغيره من قبائحهم المعدودة في الآيات الثلاث، إلزاما عليهم.
إن كنتم مؤمنين: تشكيك في إيمانهم، وقدح في صحة دعواهم له.
وكرر رفع الطور لما نيط به من زيادة ليست مع الأولى، وتلك الزيادة التنبيه

(1) سورة هود: الآية 87.
(٣٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 295 296 297 298 299 300 301 302 303 304 305 ... » »»
الفهرست