تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٢٢٨
استحقاق الخلافة، فأنبئوني بأسماء المستخلف عليهم وأحوالهم، فإن منصب الخلافة لا يتيسر بدون ذلك.
قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا: سبحان مصدر كغفران، ويندر انقطاعه عن الإضافة، ويمتنع حينئذ من الصرف، ويحكم عليه بأنه علم لجنس التسبيح قال: سبحان من علقمة الفاخر، وإذا أضيف ينتصب بفعل مضمر، نحو معاذ الله.
وتصدير الكلام به، لتنزيه الحق سبحانه عن منقصة ينبئ الكلام عنها بالنسبة إلى غيره، كنفي العلم في الآية، والتوبة المنبئة عن الذنب في قول موسى (عليه السلام): " سبحانك تبت إليك " (1) ونسبة الظلم في قول يونس (عليه السلام): " سبحانك إني كنت من الظالمين " (2).
وهو إما مصدر مضاف إلى المفعول إن كان قائما مقام فعل متعد، مثل نسبحك، أو إلى الفاعل إن كان قائما مقام فعل لازم مثل تنزهت.
والتقدير في قوله إلا ما علمتنا، إما إلا علم ما علمتنا، أو بسبب ما علمتنا إن كان " ما " موصولا، أو بسبب تعليمك إيانا إن كانت مصدرية، أو لا علم لنا إلا ما أعطيتناه على أن يراد بالتعليم جزء معناه، فإن التعليم إعطاء العلم.
إنك أنت العليم: الذي لا تخفى عليك خافية.
الحكيم: المحكم لمبدعاته، الذي لا يفعل إلا ما فيه حكمة بالغة.
و (أنت) فصل أو تأكيد للكاف، كما في مررت بك أنت، وقد يجوز في المتبوع ما لا يجوز في التابع، نحو يا هذا الرجل، أو مبتدأ خبره ما بعده، والجملة خبر إن.
قال العلامة السبزواري: يمكن أن يقال في بيان: أنهم كيف يعلمون أن ما قرره آدم وبينه لهم حق وصدق - أنهم علموا ذلك لما شاهدوا تصديق الله إياه، أو خلق العلم الضروري فيهم عقيب تقريره، أو تصديق الملائكة الكروبين إياه فيما

(1) سورة الأعراف: الآية 143.
(2) سورة الأنبياء: الآية 87.
(٢٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 ... » »»
الفهرست