تنزيل الآيات على الشواهد من الأبيات ، شرح شواهد الكشاف - محب الدين الأفندي - الصفحة ٤٣٥
ببيت مجهول، وهو: قال لها الخ، فكأنه قدر ياء الإضافة ساكنة وقبلها ياء ساكنة فحركها بالكسر لما عليه أصل التقاء الساكنين، ولكنه غير صحيح لأن ياء الإضافة لا تكون إلا مفتوحة حيث قبلها ألف نحو عصاي فما بالها وقبلها ياء؟ قوله يانا: أي يا هذه هل لك في، وإنما زاد ياء على ياء الإضافة إجراء لها على حكم الهاء والكاف حين طردوا على الهاء الواو في ضربتموه، وعلى الكاف الألف والياء في أعطيتكاه وأعطيتكيه فيما حكاه سيبويه عن العرب.
(وليس دين الله بالمعضي) في سورة الحجر عند قوله تعالى (الذين جعلوا القرآن عضين) أي أجزاء جمع عضة وأصلها عضوة فعلة من عضى الشاة: إذا جعلها أعضاء. قال رؤبة:
* وليس دين الله بالمعضى * ومعنى جعلهم القرآن كذلك أن بعضهم جعله شعرا، وبعضهم كهانة، نعوذ بالله من ذلك. وجمع عضة على عضين كما جمع سنة على سنين، وبعضهم يجري النون بالحركات مع الياء وحينئذ تثبت نونه في الإضافة يقال هذه عضينك:
(وثناياك إنها إغريض) * ولآلي نوار أرض وميض وأقاح منور في بطاح * هزه في الصباح روض أريض في سورة الزخرف عند قوله تعالى (حم والكتاب المبين إنا جعلناه قرآنا عربيا) حيث كان - إنا جعلناه قرآنا عربيا - جوابا للقسم، وهو من الأيمان البديعة الحسنة لتناسب القسم والمقسم عليه وكونهما من واد واحد، ونظيره قول أبي تمام: وثناياك الخ، الثنايا من الأسنان: أربع في مقدم الثغر: ثنتان من فوق، وثنتان من تحت.
والإغريض: البرد والطلع، ويشبه الثغر بهما كما قيل:
يفتر عن لؤلؤ رطب وعن برد * وعن إقاح وعن طلع وعن حبب وروض أريض: لين رطب.
حرف الطاء (أقامت غزالة سوق الضراب * لأهل العراقين حولا قميطا غزالة اسم امرأة شبيب الخارجي قتله الحجاج فحاربته سنة، وفي ذلك قال الشاعر في هجو الحجاج:
أسد علي وفي الحروب نعامة * فتخاء تنفر من صفير الصافر هلا كررت على غزالة في الوغى * إذ كان قلبك في جناحي طائر في سورة البقرة عند قوله تعالى (ويقيمون الصلاة) لأنها إذا حوفظ عليها كانت كالشئ النافق الذي تتوجه إليه الرغبات، وإذا عطلت كانت كالشئ الكاسد.
(حتى إذا جن الظلام واختلط * جاءوا بمذق هل رأيت الذئب قط) في سورة الأنفال عند قوله تعالى (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة) فإن قوله لا تصيبن إما
(٤٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 430 431 432 433 434 435 436 437 438 439 440 ... » »»
الفهرست