تنزيل الآيات على الشواهد من الأبيات ، شرح شواهد الكشاف - محب الدين الأفندي - الصفحة ٤٤٦
قفي قبل التفرق يا ضباعا * ولا يك موقف منك الوداعا إلى أن قال:
ومن يكن استلام إلى ثوى * فقد أحسنت يا زفر المتاعا فلو بيدي سواك غداة زلت * بي القدمان لم أرج اطلاعا إذا لهلكت لو كانت صغارا * من الأخلاق تبتدع ابتداعا فلم أر منعمين أقل منا * وأكرم عندما اصطنعوا اصطناعا من البيض الوجوه بني نفيل * أبت أخلاقهم إلا اتساعا في سورة طه عند قوله تعالى (فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا) اليبس مصدر وصف به، يقال يبس يبسا ويبسا ونحوهما العدم والعدم، ومن ثم وصف به المؤنث، فقيل شاتنا يبس وناقتنا يبس: إذا جف لبنها، وقرئ يبسا ويابسا، ولا يخلو اليبس من أن يكون مخففا عن اليبس أو صفة على فعل أو جمع يابس كصاحب وصحب، وصف به الواحد تأكيدا كقوله: ومعي جياعا جعله لفرط جوعه كجماعة جياع. القتود: عيدان الرحل وهو جمع أقتاد، وقيل جمع قتد. والحالبان: العرقان المكتنفان بالسرة. والحلوبة: الناقة ذات اللبن والحوالب جمعها.
والغزر جمع غزيرة، يقال غزرت الناقة والشاة تغزر غزارة بتقديم الزاي على الراء: إذا كثر لبنها، فهي غزيرة وغرزت بتقديم الراء على الزاي فهي غارزة: أذا قل لبنها. واعلم أن غرزا في هذا البيت بتقديم الراء المهملة على الزاي. والمعي: ما يتردد في البطن من الحوايا. وجياعا بمعنى جائعا كقوله تعالى (يجد له شهابا رصدا) أي راصدا، وخبر كأن في البيت بعد، وهو:
على وحشية خذلت خلوج * وكان لها طلا طفل فضاعا فكرت تبتغيه فصادفته * على دمه ومصرعه السباعا خذلت: أي تأخرت، وخلوج: اختلج ولدها. والسباعا نصب بمضمر دل عليه صادفته. وقد استشهد بالبيت المذكور في سورة الجن عند قوله تعالى (فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا) أي راصدا كقوله ومعي جياعا:
أي يجد شهابا راصدا له لأجله، ويجوز أن يكون الرصد مثل الحرس اسم جمع للراصد على معنى ذوي شهاب راصدين بالرجم وهم الملائكة الذين يرجمونهم بالشهب ويمنعونهم من الاستراق.
(عفا حسم من فرتنا فالفوارع * فجنبا أريك فالتلاع الدوافع توسمت آيات لها فعرفتها * لستة أعوام وذا العام سابع) في سورة الأنبياء عند قوله تعالى (ونضع الموازين القسط ليوم القيامة) وصفت الموازين بالقسط وهو العدل مبالغة كأنها في أنفسها قسط أو على حذف مضاف: أي ذوات القسط، واللام في ليوم القيامة مثلها في قولك جئته لخمس ليال خلون من الشهر، ومنه بيت النابغة: فعرفتها لستة أعوام الخ، وقيل لأهل يوم القيامة: أي لأجلهم. وحسم:
اسم موضع. وفرتنا: اسم امرأة. وأريك: اسم موضع. والتلاع: مجاري المياه. توسمت ويروى توهمت. واللام في لستة أعوام مثلها في جئتك لخمس ليال خلون من الشهر. يقول: درس أثر ديار المحبوبة وتوسمتها فعرفتها بالوهم
(٤٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 441 442 443 444 445 446 447 448 449 450 451 ... » »»
الفهرست