تنزيل الآيات على الشواهد من الأبيات ، شرح شواهد الكشاف - محب الدين الأفندي - الصفحة ٤٧٣
في سورة قريش. الحمى: الذي فيه كلأ يحمى من الناس، وقال عليه الصلاة والسلام " حمى الله محارمه ".
أي يا رب لا أرجو لمنع أبرهة وجنوده عن الكعبة سواك، فامنع منهم حرمك وامنعهم منه، فلا زال يدعو بذلك حتى التفت فإذا بطير من نحو اليمن، فقال: والله إنها لطير غريبة ما هي نجدية ولا هي تهامية، وكان مع كل طائر حجر في منقاره وحجران في رجليه أكبر من العدسة وأصغر من الحمصة، وكان الحجر يقع على رأس الرجل فيخرج من دبره، وعلى كل حجر اسم من يقع عليه فهلكوا.
(شددت إليك الرحل فوق شملة * من المؤلفات الزهو غير الأوارك) في سورة قريش: يقال آلفت المكان أولفه إيلافا: إذا ألفته فأنا مؤلفه، وبعضهم يروى الزهو في البيت بالزاي المعجمة، يقال زهت الإبل زهوا: إذا سارت بعد الورد ليلة وأكثر، وبعضهم يرويه بالراء غير المعجمة:
وهو السير السهل المستقيم. قال القطامي:
يمشين رهوا فلا الأعجاز خاذلة * ولا الصدور على الأعجاز تتكل والأوارك واحدها آركة: وهي التي قد لزمت موضعها بالأراك أو ترعى الحمض قال الشاعر:
(وقفت بها أبكي بكاء حمامة * أراكية تدعو الحمام الأواركا) وقد أحسن سيدي عمر بن الفارض في قوله:
أيا راكبا حمر الأوارك تارك ال‍ * موارك من أكوارها كالأريكة حرف اللام (سمعت الناس ينتجعون غيثا * فقلت لصيدح انتجعي بلالا) في سورة البقرة عند قوله تعالى (ألم) أي برفع الناس على الحكاية. قائله ذو الرمة. النجعة: طلب الكلأ والخير والغيث: المطر، والغيث: الكلأ ينبت من ماء السماء. وصيدح: اسم ناقة ذي الرمة. وبلال بن أبي بردة: اسم ممدوحه. والمعنى: سمعت ذلك القول وهو الناس ينتدعون غيثا فقلت لناقتي: لا تنتجعي الغيث وانتجعي بلالا فإنه أجود من الغيث وأنفع منه. قيل لما قصد ذو الرمة بلال بن أبي بردة وأنشد ذلك قال بلال: يا غلام اعلف صيدح قتا ونوى. ونظير البيت في الرفع على الحكاية قوله * تنادوا بالرحيل غدا * برفع الرحيل كما سيأتي:
(لا تحسبوا أن في سرباله رجلا * ففيه غيث وليث مسبل مشبل) البيت لجار الله. في سورة البقرة عند قوله تعالى (صم بكم عمي) حيث سمى المفلقون البلغاء نحو ذلك من قولهم زيد أسد تشبيها بليغا لا استعارة، لأن المستعار له مذكور وهم المنافقون، فإن من دأبهم أن يتناسوا عن التشبيه ويضربوا عن توهمه صفحا كما قال أبو تمام:
ويصعد حتى يظن الجهول * بأن له حاجة في السماء حيث استعار الصعود لعلو القدر والارتقاء في مدارج الكمال، ثم بنى عليه ما يبنى على علو المكان والارتقاء إلى السماء من ظن الجهول بأن له حاجة في السماء، وهنا استعار للمدوح وصف الكرم والشجاعة وتناسى التشبيه
(٤٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 468 469 470 471 472 473 474 475 476 477 478 ... » »»
الفهرست