تنزيل الآيات على الشواهد من الأبيات ، شرح شواهد الكشاف - محب الدين الأفندي - الصفحة ٤٢٤
لها يلهو لهوا. والعيش أخضر كل شئ طري غض فهو أخضر. وناضر من نضر الورق والشجر والوجه نضرة ونضورا ونضارة فهو ناضر: أي حسن، والواو في والعيش للحال.
(أنا أبو النجم وشعري شعري * لله درى ما أجن صدري في سورة الواقعة عند قوله تعالى (والسابقون السابقون) أي السابقون من عرفت حالهم، وبلغك وصفهم.
والتأويل الثاني: والسابقون إلى الإيمان السابقون إلى الجنة، أو السابقون إلى طاعة الله السابقون إلى رحمته، وقائله أبو النجم. يريد أنا المشهور بكمال الفصاحة ووفور البلاغة، وإن شعري هو المعروف بالإعجاز في حسن النظم والبراعة وما انتهى إليك من فصاحته وبراعته.
(أخو الحرب إن عضت به الحرب عضها * وإن شمرت عن ساقها الحرب شمرا) في سورة ن عند قوله تعالى (يوم يكشف عن ساق) أخو الحرب من يباشر الحرب كثيرا. والعض: التناول بالأسنان، وفرس عضوض. والتشمير: مثل في شدة الأمر وصعوبة الخطب: يعنى هو يباشر الحرب بمثل ما يباشره من الشدة والصعوبة، ويمارسها بمثل ما يمارسه ولا يتركها بحال. تقول العرب للرجل إذا وقع في أمر عظيم يحتاج فيه إلى جد وجهد ومعاناة ومقاساة للشدة: شمر عن ساقك، وهذا جائز في اللغة، وإن لم يكن للأمر ساق.
(عضد الدولة وابن ركنها * ملك الأملاك غلاب القدر) في سورة الحاقة عند قوله تعالى (هلك عنى سلطانيه) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " أغيظ الناس رجلا على الله يوم القيامة وأخبثه رجل تسمى ملك الأملاك، ولا ملك إلا الله ". عن فنا خسرو الملقب بالعضد أنه قال: إن القائل لما قال هذا ما أفلح بعده وجن ومات لا ينطق لسانه إلا بهذه الآية.
(تقول ما لأحك يا ساغر * يا بنت عمى لا حنى الهواجر) في سورة المدثر عند قوله تعالى (لواحة للبشر) من لوح الهجير. قال: تقول ما لأحك الخ. وقرئ لواحة بالنصب على الإختصاص للتهويل، لاح من لاح الهجير وهو تغييره وتسويده، وهجر القوم تهجيرا: إذا ساروا في الهاجرة لأنه يقطع فيه السير، وأهجر القوم: إذا ساروا في ذلك الوقت، قال الراجز:
فلا تلوموني ولوموا جابرا * فجابر كلفني الهواجرا (لا وأبيك ابنة العامر * ي لا يدعى القوم أنى أفر) في سورة القيامة عند قوله تعالى (لا أقسم بيوم القيامة) حيث أدخل لا النافية على فعل القسم، وهو مستفيض في كلامهم وأشعارهم، قال امرؤ القيس: لا وأبيك الخ، وفائدتها توكيد القسم كأنهم أنكروا البعث فقال لا أدرى: أي ليس الأمر على ما ذكرتم. ثم أقسم بيوم القيامة. قوله ابنة العامري بحذف حرف النداء: يريد يا ابنة العامري إني لا أفر من الحرب البتة، واشتهرت بأني ملازم الحرب ولا أفر منها بحيث لا يقدر أحد أن يدعى أنى أفر من الحرب، والحال أن كندة حولي.
(في بئر لا حوري سرى وما شعر) في سورة القيامة عند قوله تعالى (لا أقسم بيوم القيامة) من حيث زيادة لا قبل فعل القسم. الحور بالضم:
(٤٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 419 420 421 422 423 424 425 426 427 428 429 ... » »»
الفهرست