تنزيل الآيات على الشواهد من الأبيات ، شرح شواهد الكشاف - محب الدين الأفندي - الصفحة ٤٢٣
أليس ورائي إن تراخت منيتي * لزوم العصا تحنى عليها الأصابع أخبر أخبار القرون التي مضت * أدب كأني كلما قمت راكع وهو من قصيدة طويلة أولها:
بلينا وما تبلى النجوم الطوالع * وتبقى الجبال بعدنا والمصانع وآخرها: لعمرك ما تدرى الضوارب بالحصى * ولا زاجرات الطير ما الله صانع (وأعددت للحرب أوزارها * رماحا طوالا وخيلا ذكورا) هو للأعشى. في سورة القتال عند قوله تعالى (حتى تضع الحرب أوزارها) أوزار الحرب آلاتها وأثقالها التي لا تقوم إلا بها كالسلاح والكراع، وسميت أوزارها لأنه لما لم يكن له بد من جرها فكأنها تحملها وتستقل بها، فإذا انقضت فكأنها وضعتها كما قال:
فألقت عصاها واستقر بها النوى * كما قر عينا بالإياب المسافر (قصيدة رائقة صوغتها * أنت لها أحمد من بين البشر) في سورة الحجرات عند قوله تعالى (أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى) واللام هي التي في قولك وأنت لهذا الأمر: أي كائن له ومختص به. ومنه قول الأنبياء لنبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم وعليهم أجمعين في الموقف للشفاعة: أنت لها. ومنه قوله: أنت لها الخ. وأحمد يجوز أن يكون اسم علم: أي يا أحمد، ويجوز أن يكون للتفضيل:
(أقسم بالله أبو حفص عمر * ما مسها من نقب ولا دبر) في سورة ق عند قوله تعالى (فنقبوا في البلاد) على تقدير القراءة بكسر القاف مخففة من النقب وهو أن ينقب خف البعير. والمعنى: فنقبت أخفاف إبلهم أو حفيت أقدامهم ونقبت. والنقبة: أول الجرب وجمعها نقب وحكة تظهر على الإبل. قيل شكا بعض الأعراب إلى عمر رضي الله عنه نقب إبله وعجزه عن المشي إلى الغزو فلم يصدقه، وأعطاه شيئا من الدقيق ولم يعطه الظهر، فولى وهو يرتجز به فأعطاه الظهر أيضا، وبعده:
* فاغفر له اللهم إن كان فجر * (تدلى عليها بين سب وخيطة) * تدلى دلو المائح المتشمر في سورة النجم عند قوله تعالى (ثم دنا فتدلى) فتعلق عليه في الهواء، ومنه تدلت الثمرة ودلى رجليه من السرير، والدوالي: الثمر المعلق، قال: تدلى عليها الخ. ويقال: هو مثل القرلى إن ير خيرا تدلى وإن يره تولى.
والسب. الحبل، والخيط: السلك، والماتح: المستقى، والمائح: الذي يملأ الدلو من أسفل البئر. يقول:
أرسل نفسه في تلك المهواة بين الحبل والسلك كما يرسل المائح المتشمر دلوه في البئر. الشاعر يصف مشتارا، والضمير في عليها للعسل لأنه يذكر ويؤنث، والمشتار من شار العسل واشتارها اجتناها.
(ومن كل أفنان اللذاذات والصبا * لهوت به والعيش أخضر ناضر) في سورة الرحمن عند قوله تعالى (ذواتا أفنان) ولهوت من اللهو، وهو ما يشغلك من طرب وهوى، يقال
(٤٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 418 419 420 421 422 423 424 425 426 427 428 ... » »»
الفهرست