الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ٣ - الصفحة ١٣
ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب.
____________________
والذي ترك الايمان وأشرك بالله بالساقط من السماء والأهواء التي تتوزع أفكاره بالطير المختطفة، والشيطان الذي يطوح به في وادى الضلالة بالريح التي تهوى بما عصفت به في بعض المهاوي المتلفة. وقرئ فتخطفه وبكسر الحاء والطاء وبكسر التاء مع كسرهما وهى قراءة الحسن وأصلها تختطفه. وقرئ الرياح. تعظيم الشعائر وهى الهدايا لأنها من معالم الحج أن يختارها عظام الاجرام حسانا سمانا غالية الأثمان، ويترك المكاس في شرائها فقد كانوا يغالون في ثلاث ويكرهون المكاس فيهن: الهدى، والأضحية، والرقبة. وروى ابن عمر عن أبيه رضي الله عنهما " أنه أهدى نجيبة طلبت منه بثلثمائة دينار، فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبيعها ويشترى بثمنها بدنا فنهاه عن ذلك وقال: بل أهدها ". وأهدى رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة بدنة فيها جمل لأبي جهل في أنفه برة من ذهب. وكان ابن عمر يسوق البدن مجللة بالقباطي فيتصدق بلحومها وبجلالها ويعتقد أن طاعة الله في التقرب بها وإهدائها إلى بيته المعظم أمر عظيم لابد أن يقام وبه ويسارع فيه (فإنها من تقوى القلوب) أي فإن تعظيمها من أفعال
(١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 ... » »»