بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٠ - الصفحة ٣٤
قوله عليه السلام: تأسوا.. أي اقتدى بعضهم ببعض في التعاون والجد (1)، وفي بعض النسخ: بؤسوا - بضم الهمزة - من البأس - بمعنى الشدة في الحرب (2).
قوله عليه السلام: فقد أبدت (3) الرغوة (4).. هذا مثل ساير يضرب لظهور الحق (5).

(١) قال في الصحاح ٦ / ٢٢٦٨، والقاموس ٤ / ٢٩٩ ما نصه: تأسوا.. أي آسى بعضهم بعضا وآساه بماله مواساة.. أي جعله فيه أسوة. ولعل ما في المتن يرجع إلى ما ذكرناه، فتدبر.
(٢) كما جاء في القاموس ٢ / ١٩٩، والصحاح ٣ / ٩٠٦ - ٩٠٧، وغيرهما.
(٣) في (س): أبدب. وجاء في حاشية (ك) تعليقة غير معلمة، لعلها هنا، وهي: أبدى: لازم ومتعدي، يقال: أبديت في منطقك.. أي جرت، فيكون المعني بدأ الصريح عن الرغوة، ويجوز أن يكون متعد أو المفعول محذوف.. أي أبدى الصريح نفسه، وهذا المثل لعبيد الله بن زياد قاله لهاني بن عروة المرادي، وكان مسلم بن عقيل بن أبي طالب قد استخفى عنده أيام بعثه الحسين بن علي عليهما السلام، فلما عرف مكانه عبيد الله أرسل إلى هاني فسأله فكتمه، فتوعده وخوفه، فقال هاني: هو عندي، فعندها قال عبيد الله: أبدى الصريح عن الرغوة.. أي وضح الامر وبان.
قال فضلة شعرا:
ألم تسل الفوارس يوم غول * بنضلة وهو موتور مشيح رأوه فازدروه وهو حر * وينفع أهله الرجل القبيح ولم يخشوا مصالته عليهم * وتحت الرغوة اللبن الصريح ومعني البيت: رأواني فازدروني لدمامتي فلما كشفوا عني وجدوا غير ما رأوا ظاهرا، يضرب عند انكشاف الامر وظهوره.
أقول: هذا ما ذكره الميداني في مجمع الأمثال ١ / ١٠٣ بألفاظ مقاربة.
(٤) جاء في حاشية (ك) تعليقة غير معلمة ظاهرها هنا، وهي:
والرغوة فيها ثلاث لغات: رغوة ورغوة ورغوة، وحكى الكسر فيها اللحياني وغيره، وهو زبد اللبن، وفي المثل: يسر حسوا في ارتغاء، يضرب لمن يظهر أمرا ويريد غيره. الصحاح.
أقول: انظر: مجمع الأمثال للميداني ٢ / ٤١٦، والمستقصى ٢ / ٤١٢، وفرائد اللآلي ٢ / ٣٦٦، والعبارة كلها جاءت في الصحاح ٦ / ٢٣٦٠. مثلها في لسان العرب ١٤ / 330 إلا أنه ليست فيه الجملة المعترضة، أعني وحكي الكسر.. إلى آخره.
(5) كما جاء في كتب الأمثال كمجمع الأمثال 1 / 103، وفرائد اللآلي 1 / 84، وغيرهما.
(٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب (16): باب آخر فيما كتب عليه السلام إلى أصحابه في ذلك تصريحا وتلويحا 7
2 باب (17): احتجاج الحسين عليه السلام على عمر وهو على المنبر 47
3 باب (18): في ذكر ما كان من حيرة الناس بعد وفاة رسول الله (ص) وغصب الخلافة وظهور جهل الغاصبين وكفرهم ورجوعهم إلى أمير المؤمنين (ع) 53
4 باب (19): ما أظهر أبو بكر وعمر من الندامة على غصب الخلافة عند الموت 121
5 باب (20) كفر الثلاثة ونفاقهم وفضائح أعمالهم وقبائح آثارهم وفضل التبري منهم ولعنهم 145
6 باب (21): باب آخر، في ذكر أهل التابوت في النار 405
7 باب (22) باب تفصيل مطاعن أبي بكر، والاحتجاج بها على المخالفين بإيراد الاخبار من كتبهم 411
8 الطعن الأول: عدم تولية النبي (ص) لأبي بكر شيئا من الأعمال، وعزله عن تبليغ سورة براءة 411
9 الطعن الثاني: التخلف عن جيش أسامة 427
10 الطعن الثالث: ما جرى في أمر فدك 443
11 الطعن الرابع: كون بيعة أبي بكر فلتة 443
12 الطعن الخامس: ترك الخليفة لإقامة الحد 471
13 الطعن السادس: قوله: أقيلوني، إن لي شيطانا يعتريني 495
14 الطعن السابع: جهل الخليفة بكثير من أحكام الدين 506
15 خاتمة: في ذكر ولادة أبي بكر ووفاته وبعض أحواله 517
16 باب (23): تفصيل مثالب عمر والاحتجاج بها على المخالفين بإيراد الاخبار من صحاحهم، وذكر بعض أحواله وبعض ما حدث في زمانه 529
17 الطعن الأول: قولته: إنه ليهجر 529
18 الطعن الثاني: التخلف عن جيش أسامة 582
19 الطعن الثالث: جهله بوفاة رسول الله (ص) 582
20 الطعن الرابع: تحريمه الخليفة للمتعتين 594
21 الطعن الخامس: تعطيل الحدود الشرعية 639
22 الطعن السادس: منعه للمغالاة في صداق النساء 655
23 الطعن السابع: تجسس الخليفة وتسوره الدار 661
24 الطعن الثامن: تركه الصلاة لفقد الماء 665
25 الطعن التاسع: أمره برجم الحامل 675
26 الطعن العاشر: أمره برجم المجنونة 680
27 الطعن الحادي عشر: جهله بأبسط الأمور 687
28 الطعن الثاني عشر: جهله بحرمة الحجر الأسود 688
29 الطعن الثالث عشر: موارد من جهله وهداية الغير له 691