بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٦ - الصفحة ٢٤٢
كثيرا إذا جلس يأكل ما بين يديه، ويجمع ركبتيه وقدميه (1)، كما يجلس المصلي في اثنتين، إلا أن الركبة فوق الركبة، والقدم على القدم، ويقول صلى الله عليه وآله: أنا عبد آكل كما يأكل العبد، وأجلس كما يجلس العبد.
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما أكل رسول الله صلى الله عليه وآله متكئا منذ بعثه الله عز وجل نبيا حتى قبضه الله إليه، متواضعا لله عز وجل، وكان صلى الله عليه وآله إذا وضع يده في الطعام قال: بسم الله بارك لنا (2) فيما رزقتنا وعليك خلفه.
من مجموع أبي، عن الصادق، عن آبائه عليهم السلام إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان إذا أفطر قال: اللهم لك صمنا، وعلى رزقك أفطرنا، فتقبله منا، ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وبقي الاجر.
وقال: وكان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا أكل عند قوم قال: أفطر عندكم الصائمون، و أكل طعامكم الأبرار.
وقال: دعوة الصائم يستجاب عند إفطاره.
وقد جاءت الرواية أن النبي صلى الله عليه وآله كان يفطر على التمر، وكان إذا وجد السكر أفطر عليه (3).
عن الصادق عليه السلام أن النبي صلى الله عليه وآله كان يفطر على الحلو، فإذا لم يجد يفطر على الماء الفاتر، وكان يقول: إنه ينقي الكبد والمعدة، ويطيب النكهة والفم، ويقوي الأضراس والحدق، ويحدد الناظر (4)، ويغسل الذنوب غسلا، ويسكن العروق الهائجة والمرة الغالبة، ويقطع البلغم، ويطفئ الحرارة عن المعدة، ويذهب بالصداع.
وكان صلى الله عليه وآله لا يأكل الحار حتى يبرد، ويقول: إن الله لم يطعمنا نارا، إن الطعام الحار غير ذي بركة فأبردوه.

(1) في نسخة من المصدر: وكان كثيرا إذا جلس ليأكل يجمع ركبتيه وقدميه.
(2) في المصدر: بسم الله اللهم بارك لنا.
(3) مكارم الأخلاق: 26 و 27.
(4) من حددت السكين: رققت حده، ثم يقال لكل ما دق في نفسه من حيث الخلقة أو من حيث المعنى كالبصر والبصيرة حديد، فيقال: هو حديد النظر وحديد الفهم، قال عز وجل: " فبصرك اليوم حديد ".
(٢٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 247 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 5 تزوجه صلى الله عليه وآله بخديجة رضي الله عنها وفضائلها وبعض أحوالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 6 أسمائه صلى الله عليه وآله وعللها، ومعنى كونه صلى الله عليه وآله أميا وأنه كان عالما بكل لسان، وذكر خواتيمه ونقوشها وأثوابه وسلاحه، ودوابه وغيرها مما يتعلق به صلى الله عليه وآله، وفيه 75 حديثا. 82
4 باب 7 نادر في معنى كونه صلى الله عليه وآله يتيما وضالا وعائلا، ومعنى انشراح صدره، وعلة يتمه، والعلة التي من أجلها لم يبق له صلى الله عليه وآله ولد ذكر، وفيه 10 أحاديث. 136
5 باب 8 أوصافه صلى الله عليه وآله في خلقته وشمائله وخاتم النبوة، وفيه 33 حديثا 144
6 باب 9 مكارم أخلاقه وسيره وسننه صلى الله عليه وآله وما أدبه الله تعالى به، وفيه 162 حديثا. 194
7 باب 10 نادر فيه ذكر مزاحه وضحكه صلى الله عليه وآله وهو من الباب الأول، وفيه 4 أحاديث. 294
8 باب 11 فضائله وخصائصه صلى الله عليه وآله وما امتن الله به على عباده، وفيه 96 حديثا. 299
9 باب 12 نادر في اللطائف في فضل نبينا صلى الله عليه وآله في الفضائل والمعجزات على الأنبياء عليهم السلام، وفيه حديثان. 402