بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٦ - الصفحة ٢٤٧
كان صلى الله عليه وآله يقول: سيد الأشربة في الدنيا والآخر الماء.
وقال أنس بن مالك: كانت لرسول الله صلى الله عليه وآله شربة يفطر عليها، وشربة للسحر، و ربما كانت واحدة، وربما كانت لبنا، وربما كانت الشربة خبزا يماث، فهيأتها له صلى الله عليه وآله ذات ليلة فاحتبس النبي صلى الله عليه وآله فظننت أن بعض أصحابه دعاه، فشربتها حين احتبس، فجاء صلى الله عليه وآله بعد العشاء بساعة، فسألت بعض من كان معه هل كان النبي صلى الله عليه وآله أفطر في مكان أودعاه أحد؟ فقال: لا، فبت بليلة لا يعلمها إلا الله من غم (1) أن يطلبها مني النبي صلى الله عليه وآله ولا يجدها فيبيت جائعا، فأصبح صائما وما سألني عنها ولا ذكرها حتى الساعة، ولقد قرب إليه إناء فيه لبن وابن عباس عن يمينه وخالد بن الوليد عن يساره، فشرب، ثم قال لعبد الله ابن عباس: إن الشربة لك، أفتأذن أن أعطي خالد بن الوليد؟ يريد السن (2)، فقال ابن عباس: لا والله، لا أوثر بفضل رسول الله صلى الله عليه وآله أحدا، فتناول ابن عباس القدح فشربه.
ولقد جاءه صلى الله عليه وآله ابن خولي بإناء فيه عسل ولبن، فأبى أن يشربه، فقال شربتان في شربة، وإناءان في إناء واحد؟ فأبى أن يشربه، ثم قال: ما أحرمه، ولكني أكره الفخر والحساب بفضول الدنيا غدا، وأحب التواضع، فإن من تواضع لله رفعه الله (3).
* (في صفة أخلاقه في الطيب والدهن ولبس الثياب،) * * (وفي غسل رأسه صلى الله عليه وآله) * وكان صلى الله عليه وآله إذا غسل رأسه ولحيته غسلهما بالسدر (4).
في دهنه: وكان يحب الدهن، ويكره الشعث (5)، ويقول: إن الدهن يذهب بالبؤس، كان يدهن بأصناف من الدهن، وكان إذا أدهن بدأ برأسه ولحيته، ويقول: إن

(1) في نسخة من المصدر: من خوف.
(2) في نسخة من المصدر: يريد الاسن.
(3) مكارم الأخلاق: 32 و 33.
(4) مكارم الأخلاق: 34.
(5) شعث الشعر: كان مغبرا متلبدا.
(٢٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 5 تزوجه صلى الله عليه وآله بخديجة رضي الله عنها وفضائلها وبعض أحوالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 6 أسمائه صلى الله عليه وآله وعللها، ومعنى كونه صلى الله عليه وآله أميا وأنه كان عالما بكل لسان، وذكر خواتيمه ونقوشها وأثوابه وسلاحه، ودوابه وغيرها مما يتعلق به صلى الله عليه وآله، وفيه 75 حديثا. 82
4 باب 7 نادر في معنى كونه صلى الله عليه وآله يتيما وضالا وعائلا، ومعنى انشراح صدره، وعلة يتمه، والعلة التي من أجلها لم يبق له صلى الله عليه وآله ولد ذكر، وفيه 10 أحاديث. 136
5 باب 8 أوصافه صلى الله عليه وآله في خلقته وشمائله وخاتم النبوة، وفيه 33 حديثا 144
6 باب 9 مكارم أخلاقه وسيره وسننه صلى الله عليه وآله وما أدبه الله تعالى به، وفيه 162 حديثا. 194
7 باب 10 نادر فيه ذكر مزاحه وضحكه صلى الله عليه وآله وهو من الباب الأول، وفيه 4 أحاديث. 294
8 باب 11 فضائله وخصائصه صلى الله عليه وآله وما امتن الله به على عباده، وفيه 96 حديثا. 299
9 باب 12 نادر في اللطائف في فضل نبينا صلى الله عليه وآله في الفضائل والمعجزات على الأنبياء عليهم السلام، وفيه حديثان. 402