بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٦ - الصفحة ٢٤٣
وكان صلى الله عليه وآله إذا أكل سمى ويأكل بثلاث أصابع ومما يليه، ولا يتناول من بين يدي غيره، ويؤتى بالطعام فيشرع قبل القوم ثم يشرعون، وكان يأكل بأصابعه الثلاث:
الابهام، والتي يليها (1)، والوسطى، وربما استعان بالرابعة، وكان صلى الله عليه وآله يأكل بكفه كلها، ولم يأكل بإصبعين، ويقول: إن الاكل بإصبعين هو أكلة الشيطان.
ولقد جاءه بعض أصحابه يوما بفالوذج فأكل منه، وقال: مم هذا يا أبا عبد الله؟
فقال: بأبي أنت وأمي نجعل السمن والعسل في البرمة (2) ونضعها على النار، ثم نغليه، ثم نأخذ مخ الحنطة إذا طحنت فنلقيه على السمن والعسل، ثم نسوطه (3) حتى ينضج، فيأتي كما ترى، فقال صلى الله عليه وآله: إن هذا الطعام طيب.
ولقد كان يأكل الشعير إذا كان غير منخول (4) خبزا أو عصيدة (5) في حالة كل ذلك كان يأكل صلى الله عليه وآله (6).
ومن كتاب روضة الواعظين: قال العيص بن القاسم: قلت للصادق عليه السلام: حديث يروى عن أبيك عليه السلام: أنه قال: ما شبع رسول الله صلى الله عليه وآله من خبز بر قط أهو صحيح؟
فقال: لا، ما أكل رسول الله صلى الله عليه وآله خبز بر قط، ولا شبع من خبز شعير قط (7).
وقالت عايشة: ما شبع رسول الله صلى الله عليه وآله من خبز الشعير يومين حتى مات.
وروي أن رسول الله صلى الله عليه وآله لم يأكل على خوان قط حتى مات، ولا أكل خبزا مرققا حتى مات.
وقالت عايشة: ما زالت الدنيا علينا عسرة كدرة حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وآله، فلما

(1) في المصدر: والتي تليها.
(2) البرمة: القدر من الحجر.
(3) أي نخلطه.
(4) في المصدر: ولقد كان يأكل الشعير غير منخول.
(5) العصيدة: دقيق بلت بالسمن ويطبخ.
(6) في المصدر: كان يأكله صلى الله عليه وآله.
(7) مكارم الأخلاق: 28.
(٢٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 238 239 240 241 242 243 244 245 246 247 248 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 5 تزوجه صلى الله عليه وآله بخديجة رضي الله عنها وفضائلها وبعض أحوالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 6 أسمائه صلى الله عليه وآله وعللها، ومعنى كونه صلى الله عليه وآله أميا وأنه كان عالما بكل لسان، وذكر خواتيمه ونقوشها وأثوابه وسلاحه، ودوابه وغيرها مما يتعلق به صلى الله عليه وآله، وفيه 75 حديثا. 82
4 باب 7 نادر في معنى كونه صلى الله عليه وآله يتيما وضالا وعائلا، ومعنى انشراح صدره، وعلة يتمه، والعلة التي من أجلها لم يبق له صلى الله عليه وآله ولد ذكر، وفيه 10 أحاديث. 136
5 باب 8 أوصافه صلى الله عليه وآله في خلقته وشمائله وخاتم النبوة، وفيه 33 حديثا 144
6 باب 9 مكارم أخلاقه وسيره وسننه صلى الله عليه وآله وما أدبه الله تعالى به، وفيه 162 حديثا. 194
7 باب 10 نادر فيه ذكر مزاحه وضحكه صلى الله عليه وآله وهو من الباب الأول، وفيه 4 أحاديث. 294
8 باب 11 فضائله وخصائصه صلى الله عليه وآله وما امتن الله به على عباده، وفيه 96 حديثا. 299
9 باب 12 نادر في اللطائف في فضل نبينا صلى الله عليه وآله في الفضائل والمعجزات على الأنبياء عليهم السلام، وفيه حديثان. 402