بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٢ - الصفحة ٢٣٩
إذا رأيت شيئا ولا تخبرهم، فقال: لا، فلما جهزهم بجهازهم وأعطاهم وأحسن إليهم قال لبعض قوامه: اجعلوا هذا الصاع في رحل هذا، وكان الصاع الذي يكيلون به من ذهب فجعلوه في رحله من حيث لم يقفوا عليه إخوته، فلما ارتحلوا بعث إليهم يوسف وحبسهم ثم أمر مناديا ينادي: " أيتها العير إنكم لسارقون " فقال إخوة يوسف: " ماذا تفقدون * قالوا نفقد صواع الملك ولمن جاء به حمل بعير وأنا به زعيم " أي كفيل، فقال إخوة (1) يوسف ليوسف: " تالله لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض وما كنا سارقين (2) قال يوسف " فما جزاؤه إن كنتم كاذبين * قالوا جزاؤه من وجد في رحله " فاحبسه (3) " فهو جزاؤه كذلك نجزي الظالمين * فبدأ بأوعيتهم قبل وعاء أخيه ثم استخرجها من وعاء أخيه " (4) فتشبثوا بأخيه وحبسوه وهو قوله: " كذلك كدنا ليوسف " أي احتلنا له " ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك إلا أن يشاء الله نرفع درجات من نشاء وفوق كل ذي علم عليم " فسئل الصادق عليه السلام عن قوله: " أيتها العير إنكم لسارقون " قال: ما سرق وما كذب يوسف، فإنما عنى: سرقتم يوسف عليه السلام من أبيه، وقوله: " أيتها العير " معناه: يا أهل العير، ومثله قولهم لأبيهم: " وسئل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها " يعني أهل القرية وأهل العير، فلما اخرج ليوسف الصاع من رحل أخيه قال إخوته: " إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل: يعنون به يوسف فتغافل يوسف عنهم وهو قوله: " فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم وقال أنتم شر مكانا والله أعلم بما تصفون " (5) فاجتمعوا إلى يوسف

(1) في نسخة وفى المصدر: فقالوا اخوة يوسف.
(2) أي قد ظهر لكم من حسن سيرتنا ومعاملتنا معكم مرة بعد أخرى ما تعلمون به أنه ليس من شأننا السرقة; وقيل: انهم قالوا ذلك لأنهم رأوا البضاعة التي وجدوها في رحالهم مخافة أن يكون وضع ذلك بغير اذن يوسف; وقيل: إنهم لما دخلوا مصر وجدوهم قد شدوا أفواه دوابهم كيلا تتناول الحرث والزرع، كذا ذكره الطبرسي منه طاب الله ثراه.
(3) في نسخة: احبسه.
(4) إنما فعل ذلك لرفع التهمة. منه طاب الله ثراه.
(5) " أنتم شر مكانا " قال الطبرسي: أي في السرق لأنكم سرقتم أخاكم من أبيكم وأسر هذه المقالة في نفسه ثم جهر بقوله: " والله أعلم بما تصفون " منه طاب الله ثراه.
(٢٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 ... » »»
الفهرست