بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٢ - الصفحة ٢٣٤
متوالية في هذه السنين على عادتكم في الزراعة سائر السنين; وقيل: دأبا أي بجد واجتهاد في الزراعة انتهى. وقوله تعالى: " يأكلن " أي يأكل أهلهن، والاسناد مجازي (1) قال الطبرسي رحمه الله: قرأ جعفر بن محمد عليه السلام " وسبع سنابل " وقرأ أيضا " ما قربتم لهن " وقرأ هو والأعرج وعيسى بن عمر " وفيه يعصرون " (2) بياء مضمومة وصاد مفتوحة، ثم قال في بيان هذه القراءة: يجوز أن يكون من العصرة، والعصر: المنجاة، ويجوز أن يكون من عصرت السحابة ماءها عليهم، ثم ذكر ما أورده علي بن إبراهيم. (3) أقول: لعل المعنى الأول ذكره مع قطع النظر عن الخبر; وقال البيضاوي:
" فيه يغاث الناس " يمطرون من الغيث، أو يغاثون من القحط من الغوث " وفيه يعصرون " ما يعصر كالعنب والزيتون لكثرة الثمار، وقيل: يحلبون الضروع، وقرئ على بناء المفعول من عصره: إذا أنجاه، ويحتمل أن يكون المبني للفاعل منه، أي يغيثهم الله ويغيث بعضهم بعضا، أو من أعصرت السحابة عليهم فعدي بنزع الخافض، أو بتضمينه معنى المطر. (4) 7 - تفسير علي بن إبراهيم: فرجع الرجل إلى الملك فأخبره بما قال يوسف فقال الملك: " ائتوني به فلما جاء الرسول قال ارجع إلى ربك " يعني إلى الملك " فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن إن ربي بكيدهن عليم " (5) فجمع الملك النسوة فقال لهن: " ما خطبكن إذ راودتن يوسف عن نفسه قلن حاش لله ما علمنا عليه من سوء قالت امرأة العزيز الان حصحص الحق أنا راودته عن نفسه وإنه لم الصادقين * ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب وأن الله لا يهدي كيد الخائنين " أي لا أكذب عليه الان كما كذبت عليه من قبل، ثم قالت:

(1) مجمع البيان 5: 238. م (2) وذلك قراءة علي عليه السلام كما تقدم عن القمي.
(3) مجمع البيان 5: 236. م (4) أنوار التنزيل 1: 232. م (5) أبى يوسف أن يخرج مع الرسول حتى يتبين براءته مما قذف به. منه رحمه الله.
(٢٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 ... » »»
الفهرست