بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٢ - الصفحة ٢٣٦
وقال الفيروزآبادي: الكندوج: شبه المخزن معرب الكندو. وقال: الأنبار: بيت التاجر ينضد فيه المتاع، الواحد نبر بالكسر. والكلس بالكسر: الصاروج.
8 - تفسير علي بن إبراهيم: وكان بينه وبين أبيه ثمانية عشر يوما، وكان في بادية، وكان الناس من من الآفاق يخرجون إلى مصر ليمتاروا (1) طعاما، وكان يعقوب وولده نزولا في بادية فيه مقل، (2) فأخذ إخوة (3) يوسف من ذلك المقل وحملوه إلى مصر ليمتاروا (4) به طعاما، وكان يوسف يتولى البيع بنفسه، فلما دخل إخوته على يوسف عرفهم ولم يعرفوه كما حكى الله عز وجل: " وهم له منكرون " فلما جهزهم بجهازهم وأعطاهم وأحسن إليهم في الكيل قال لهم: من أنتم؟ قالوا: نحن بنو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الله الذي ألقاه نمرود في النار فلم يحترق فجعلها الله عليه بردا وسلاما; قال: فما فعل أبوكم؟
قالوا: شيخ ضعيف، قال: فلكم أخ غيركم؟ قالوا: لنا أخ من أبينا لا من امنا، قال: فإذا رجعتم إلي فائتوني به وهو قوله: " ائتوني بأخ لكم من أبيكم ألا ترون أني أوف الكيل وأنا خير المنزلين * فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي ولا تقربون * قالوا سنراود عنه أباه وإنا لفاعلون " ثم قال يوسف لقومه: ردوا هذه البضاعة التي حملوها إلينا اجعلوها فيما بين رحالهم حتى إذا رجعوا إلى منازلهم ورأوها رجعوا إلينا، وهو قوله: " وقال لفتيانه اجعلوا بضاعتهم في رحالهم لعلهم يعرفونها إذا انقلبوا إلى أهلهم لعلهم يرجعون " (1) يعني كي يرجعون " فلما رجعوا إلى أبيهم قالوا يا أبانا منع منا الكيل فأرسل معنا أخانا نكتل وإنا له لحافظون * قال " يعقوب: " هل آمنكم عليه إلا كما أمنتكم على أخيه من قبل فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين * فلما فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم ردت إليهم " في رحالهم التي حملوها إلى مصر " قالوا يا أبانا ما نبغي " أي ما نريد؟ هذه بضاعتنا ردت إلينا ونمير أهلنا ونحفظ أخانا ونزداد كيل بعير ذلك كيل يسير * قال " يعقوب: " لن

(1) في نسخة: ليمتارون، وفى المصدر: يمتارون.
(2) " ": فيها مقل.
(3) " ": فأخذوا اخوة يوسف.
(4) أي ليجمعوا به طعاما.
(1) اجعلوا بضاعتهم أي ثمن طعامهم، وقيل كانت بضاعتهم النعال والادم، وقيل: كانت الورق كذا ذكره الطبرسي رحمه الله; منه طاب الله ثراه.
(٢٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 ... » »»
الفهرست