الينابيع الفقهية - علي أصغر مرواريد - ج ٣٢ - الصفحة ٩
أثبت مع الله تعالى قديما آخر، وذلك خلاف ما أجمعت عليه الأمة في عصر الصحابة والتابعين ومن بعدهم إلى أيام الأشعري، وليس هذا موضعا يقتضي هذه المسألة فإن الغرض هاهنا الكلام في الفروع.
وروي عن نافع قال: قلت لابن عمر: سمعت من رسول الله شيئا؟ قال:
نعم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: القرآن كلام الله غير مخلوق ونور من نور الله ولقد أقر أصحاب التوراة أنه كلام الله وأقر أصحاب الإنجيل أنه كلام الله.
وروى أبو الدرداء أن النبي صلى الله عليه وآله قال: القرآن كلام الله غير مخلوق، وقد مدح الصادق بما حكيناه عنه بالنظم فقال بعض الشعراء - لاشتهاره عنه -:
- قد سأل عن ذي الناس من قبلكم * ابن النبي المرسل الصادق - - فقال قولا بينا واضحا * ليس بقول المعجب المائق - - كلام ربي لا تمارونه * ليس بمخلوق ولا خالق - - جعفر ذا الخيرات فافخر به * ابن الوصي المرتضى السابق - مسألة 13: اليمين لا تنعقد إلا بالنية فأما قول الرجل: أقسمت وأقسم بالله متى سمع منه هذه الألفاظ ثم قال: لم أرد به يمينا في الظاهر، يقبل منه فيما بينه وبين الله لأنه أعرف بمراده.
وقال الشافعي: يقبل قوله فيما بينه وبين الله لأنه لفظ محتمل، وفي الحكم هل يقبل منه أم لا؟ للشافعي فيه قولان قال في الأيمان: إذا قال: أقسمت لا وطئتك، وقال: أردت إخبارا عن يمين قديمة، فإن كان عرف له يمين قديمة قبل منه وإلا فهو مول، وقال أصحابه: يقبل منه فيما بينه وبين الله على كل حال، وأما في الظاهر فإن كان عرفت له يمين قديمة، وثبت ذلك قبل منه قولا واحدا، وإن لم تعرف له يمين سابقة اختلفوا على ثلاث طرق: منهم من قال: لا أقبل منه،
(٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 ... » »»