مفتاح الغيب - أبي المعالي القونوي - الصفحة ٧٠
التمييز الأصلي الأزلي، لم يخلط (1) بين المراتب واحكامها، بل ميز وحضر مع الأصول وكان عارفا بها وبالطوارئ التفصيلية وما يستلزمه (2)، فأصاب في حكمه (3) ولم يخط، ولهذا أو نحوه يقع الافتقار إلى الحضور الذي هو ملاك الامر بعد معرفة ما يحضر معه (4) وبه (5)، مع تيقن ان الحضور مع مجموع الامر غير ممكن، وكذلك الغيبة عن المجموع والغفلة، فكل حاضر غائب (6) وبالعكس، ولم يتعين حكم الحضور والغيبة بحسب ما يعينه ويقتضيه العلم الوقتي والحالي والموطني والمزاجي والمرتبي، مع لزوم الترجيح لكل مما ذكرنا من حضور مع كذا وغيبة عن كذا، والحضور نفسه عبارة عن استجلاء المعلوم والاشتمال على المشهود بجمعية يوجبها الأثر الحاصل من الشهود والعلم في المشاهد والعالم، بحسب (7) الرابطة التي بين كل منهما وبين المعلوم والمشهود، فتدبر ما تسمع وامعن التأمل فيه وحققه، فإنه من أنفس العلوم والاسرار.
واعلم أن لهذه أصول المنبه عليها لوازم وتفاصيل غير ما ذكرنا، تتفصل لكل فرد فرد من العارفين وبهم وفيهم بحسب تحققهم بالأصل الآلي وعلى نحو ما اقتضاه استعدادهم الكلى الأصلي والجزئي، المتفصل والمتعين بمقتضى الاحكام الروحانية والنشآت الطبيعية وغيرهما مما يتفرع على ما ذكرنا ويتبعه بحكم الأحوال والأوقات، رزقنا الله وإياكم ذلك على أتم الوجوه الممكن الحصول، آمين، انه لكل فصل ولى، وبكل خير ملى، يرزق من يشاء بغير حساب.
(فصل) يتضمن ضابطا عزيزا عام الفائدة للمبتدئ والمنتهى اعلم أن ثمة رتبة الهية، لك إليها نسبة صحيحة ذاتية، ولك رتبة أخرى من كونك عالما

(1) - الأصلي لم يخلط - ط - لم يخلط خبر من - ش (2) - ضمير الفاعل - ش (3) - يرجع إلى الأصول - ش (4) - من المعلومات والمشهودات - ش (5) - إلى ما يقوم به الامر - ش (6) - يعنى ان الحاضر والغائب متحدان بالصدق على أمر واحد ولكن تعين حكمهما بحسب ما يقتضى ترجيح أحدهما على الاخر، وهو الوقت والحال - ش (7) - متعلق بيوجبها - ش
(٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 ... » »»
الفهرست