مفتاح الغيب - أبي المعالي القونوي - الصفحة ١٣
يعمل على شاكلته (84 - الاسراء) ولا يثمر (1) شئ ولا يظهر عنه أيضا ما يشابهه كل المشابهة (2)، والا يكون الوجود قد ظهر وحصل في حقيقة واحدة ومرتبة واحدة على نسق واحد مرتين، وذلك تحصيل الحاصل وانه محال لخلو الفائدة وكونه من نوع العبث، وتعالى الفاعل الحق عن ذلك.
ومن هذا الباب (3) ما قيل: إن الحق سبحانه ما تجلى لشخص أو شخصين في صورة واحدة مرتين، بل لا بد من فارق واختلاف من وجه ما أو وجوه. فافهم.
ومن ذلك (4) ان كل ما هو سبب في وجود كثرة وكثير، فإنه من حيث هو كذلك لا يتعين بظهور من ظهوراته ولا يتميز لناظر في منظور (5).

(١) - من هنا - إلى - ومنه ان الأثر لا يكون لموجود ما أصلا ساقط من المخطوطة. (٢) - أي كما لا يثمر ما يضاده لا يثمر ما يشابهه، والمراد من قوله: كل المشابهة هو الاتحاد والمشاركة والتشخص بحيث لا يكون بينهما تمايز وتفارق أصلا كما هو صريح قوله: والا يكون الوجود ق ظهر ما حصل - إلى آخره، وذلك تحصيل الحاصل ولا يخفى عليك انه حينئذ محال ذاتا ولا يمكن وقوعه، بل تصوره غير متصور ولكن ينافيه قوله: وانه محال لخلوه عن الفائدة وكونه من نوع العبث لصراحته على امكان الوقوع والصدور، ولكن صدوره من الحكيم من حيث كونه حكيما محال، الا ان يقال إن الشيخ بين أولا وجه عدم الأثمار ما يشابهه كل المشابهة بأنه غير ممكن في حد ذاته وانه تحصيل الحاصل المحال في حد نفسه، ثم بين وجهه بكونه محالا من حيث الصدور عن الحكيم من حيث كونه حكيما فذكر محاليته من جهتين، فقوله: تحصيل الحاصل بيان للمحالية الذاتية، وقوله: وانه محال لخلوه، بيان للمحالية العرضية، فحاصله: ان في صورة اثمار الشئ ما يشابهه كل المشابهة يلزم تكرر الوجود من كل وجه حقيقة وشخصيا وتكرره كذلك محال من وجهين: أحدهما من حيث الذات ومن جهة كونه تحصيلا للحاصل المحال في حد ذاته وثانيهما من جهة الصدور عن الحكيم، وهذه غاية التوجيه لكلامه والمشابهة كل المشابهة على المشاركة في الماهية ومعظم الصفات والعوارض بحيث يكون التمايز باقيا في نفس الامر بعيد غايته، فتأمل فان الكلام لا يخلو عن الاختلال والأولى ان يقال ولخلوه عن الفائدة... إلى آخره بواو العطف وحينئذ كان الكلام سديدا - ش (٣) - أي ان الشئ لا يثمر ما يشابهه كل المشابهة بمعنى ان ما قيل من متفرعات ذلك التمهيد الجملي. قال الشيخ الأكبر العربي: ان في جمال الله سعة فلو تكرر التجلي لضاق. تدبر - ش (٤) - أي ومن التمهيد الجملي - ش (٥) - وفي النصوص: ولا يبدو لناظر الا في منظور وبين ما ذكر هنا، (لناظر الا في - ك - م) وما في النصوص تخالف بل أول كلام النصوص مع آخره الذي نقلناه أيضا مخالف، وقد بسطنا الكلام في هذا المقام في تعليقاتنا على النصوص، وان اشتهيت الاطلاع فارجع إليها، فرفع المخالفة والمناقضة اما يحول كلام النصوص بينا على اعتبار التعين والتشخص وكلام مفتاح الغيب بينا على اعتبار الاشتراك والكلية واما يحول التنوين في لفظ -
(١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 ... » »»
الفهرست