مفتاح الغيب - أبي المعالي القونوي - الصفحة مقدمة المصحح ١
هو بسم الله الرحمن الرحيم احمده شكرا لانعامه وأستعينه على وظائف حقوقه، احمده على نعمه التوآم وآلائه العظام، الذي عظم حمله فعفا وعدل في كل ما قضى وعلم ما يمضى وما مضى، مبتدع الخلائق بعلمه ومنشئهم بحكمه، بلا اقتداء ولا تعليم ولا احتذاء لمثال صانع حكيم، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، ابتعثه والناس يضربون في غمرة ويموجون في حيرة، قد قادتهم أزمة حين واستغلقت على أفئدتهم اقفال الرين، دعا إلى طاعته وقاهر أعدائه جهادا على دينه لا يثنيه عن ذلك اجتماع على تكذيبه والتماس لاطفاء نوره (1)، والصلاة والسلام على النتيجة الكاملة، الجامعة لجميع المراتب والمظاهر، الذي مقامه فوق الأول، بل هو الأول والاخر كما قال: نحن الأولون الآخرون، وقوله: كنت نبيا وآدم بين الماء والطين.
محمد سيد الكونين والثقلين * والفريقين من عرب ومن عجم هو الحبيب الذي ترجى شفاعته * لكل هول من الأهوال مقتحم فاق النبيين في خلق وفى خلق * ولم يدانوه في علم ولاكرم

(1) النهج: خطبا: 187 و 188.
(مقدمة المصحح ١)
الفهرست