الامامة والقيادة - الدكتور أحمد عز الدين - الصفحة ٩٤
والواقع أن تشبث عبد الرحمن بن عوف بضرورة الالتزام بأعمال أبي بكر وعمر، ينبغي أن نفهمه في ضوء التيارات السياسية والتغييرات الاجتماعية والاقتصادية التي طرأت على المجتمع الإسلامي بعد وفاة الرسول عليه السلام، ونتيجة للسياسة الاقتصادية بوجه خاص التي سارت عليها الدولة في عهد الشيخين لا سيما عمر، ذلك أن هذه السياسة أدت إلى تغييرات في الدولة، ورفعت فئة على فئة على النحو الذي أشار إليه أستاذنا الشهيد سيد قطب في كتابه العدالة الاجتماعية.
وكان الإمام علي معروفا بمخالفته هذه السياسة، مشهورا بفقره وزهده وحبه للمساواة وللفقراء والمستضعفين، فبرز كقائد سياسي وديني لهذا التيار فالتف حوله أتباعه، ولذلك كثيرا ما روى عن عمر قوله (قد كنت أجمعت بعد مقالتي لكم أن أنظر فأولى رجلا أمركم هو أحراكم أن يحملكم على الحق وأشار إلى علي) (1) وقال (لله درهم إن ولوها الأصيلع (يقصد عليا)

(1) الطبري: 3 / 293. العقد الفريد: 4 / 274.
(٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 ... » »»
الفهرست