النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادى عشر - العلامة الحلي - الصفحة ٥٠
الجواهر (1) الأفراد، وقد يكون ذهنيا: كتركيب الماهيات والحدود من الأجناس والفصول.
والمركب بكلا المعنيين: مفتقر إلى جزئه، لامتناع تحققه وتشخصه خارجا وذهنا بدون جزئه، وجزؤه غيره لأنه يسلب عنه فيقال: الجزء ليس بكل، وما يسلب عنه الشئ فهو مغاير له، فيكون [المركب] (*) مفتقرا إلى الغير فيكون ممكنا، فلو كان الباري جلت عظمته مركبا، لكان ممكنا وهو محال.
قال: (الثانية: أنه تعالى ليس بجسم ولا عرض ولا جوهر (2) وإلا لافتقر إلى المكان، ولامتنع انفكاكه من الحوادث فيكون حادثا وهو محال).
أقول: الباري تعالى ليس بجسم خلافا للمجسمة (3)، والجسم هو ما له طول وعرض وعمق، والعرض هو الحال في الجسم ولا وجود له بدونه، والدليل على كونه ليس بجسم ولا عرض وجهان:

(1) قد يطلق الجوهر في العرف العام على الشئ النفيس كالجواهر المثمنة، وقد يطلق في العرف الخاص على حقيقة الشئ وذاته، يقال الفصل هو المقول على كثيرين متفقين بالحقائق في جوهره أي في ذاته (شرح طريحي).
ليس في الأصل.
(2) [والجوهر] عند المتكلمين كل متحيز، لكن عند بعضهم أن قبل القسمة فهو الجسم وإلا فهو الجوهر الفرد، وعند بعضهم أن قبل القسمة في جهة فقط فهو الخط، وفي جهتين فهو السطح وإلا فهو الجسم و [ظاهر] أنه لا خلاف معنوي بينهم وعند الحكماء أنه أن يكون الجوهر محلا لجوهر آخر وهو الهيولي ويسمونها المادة أيضا أو حالا في جوهر آخر وهو الصورة أو مركبا منهما وهو الجسم، أو لا يكون حالا ولا محلا ولا مركبا منهما وهو المفارق فإن تعلق بالجسم تعلق تدبير فهو النفس وإلا فهو العقل (س. ط).
(3) المجسمة: مثل الظاهرية أتباع داود الظاهري والحنابلة والكرامية ويجمعهم اسم المشتبهة حيث شبهوا الخالق بالمخلوق، قالوا إن الله جسم ثم اختلفوا فيما بينهم في كيفياته وتركيبه.
(٥٠)
مفاتيح البحث: المذهب الحنبلي (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 44 45 46 47 49 50 51 52 53 54 55 ... » »»
الفهرست