تقريرات آية الله المجدد الشيرازي - المولى علي الروزدري - ج ٣ - الصفحة ١٦
وتخصيص الآخر بغيره، وإلا فالتخيير.
ولا يخفى أن هذا فيما إذا اقتضى كل من الأمر والنهي بعمومه أو إطلاقه دخول مورد الاجتماع فيه، وإلا فيحكم بدخوله فيما اقتضى دخوله فيه إن كان أحدهما كذلك، وإلا فيعمل على مقتضى الأصول العملية المقررة لصورة دوران الأمر بين الوجوب والتحريم مع فقد النص من أصل البراءة أو الاحتياط على اختلاف القولين فيها، فافهم.
بقي هنا شيء (1) ينبغي التنبيه عليه: وهو أن التخصيص في المقام ليس كالتخصيصات اللفظية المتعارفة، نظرا إلى أنه إذا قام القرينة في التخصيصات اللفظية على خروج فرد من عام فهي إنما تخصص موضوع الحكم المعلق على ذلك العام بغير ذلك الفرد، بحيث لا يكون شيء من المصلحة أو المفسدة المقتضيتين لذلك الحكم موجودا في ذلك الفرد أصلا في حال من الأحوال الطارئة عليه، مثلا: إذا قامت القرينة المتصلة أو المنفصلة على خروج (زيد) من قوله:
أكرم العلماء، أو لا تكرم الفساق، فزيد خارج عن حكم وجوب الإكرام في الأول، وعن حكم حرمته في الثاني، وعن كونه ذا مصلحة مقتضية للأول في الأول، أو ذا مفسدة مقتضية للثاني في الثاني، فيكون موضوع الحكم والمقتضي له في المثالين ما عداه من أفراد العلماء والفساق بحيث لا يدخل هو في حكم العام، ولا يشتمل على الجهة المقتضية له من المصلحة والمفسدة في حال من الأحوال، فلا يقع موردا للامتثال في المثال الأول، أو للعصيان في الثاني في حال من الأحوال.
هذا بخلاف التخصيص في المقام فإنا إذا بنينا - مثلا - على ترجيح جانب النهي، وحكمنا بخروج مورد الاجتماع عن الأمر، فليس خروجه منه كخروج

(1) انظر ما يرتبط بالمقام في مسألة دلالة النهي على الفساد: 130.
(١٦)
مفاتيح البحث: النهي (3)، الوجوب (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اجتماع الأمر والنهي 5
2 مسألة دلالة النهي على الفساد 69
3 في المفاهيم 135
4 في تداخل الأسباب 197
5 [في القطع] 221
6 في المراد من المكلف في عبارة الشيخ (ره) 221
7 في وجه حصر مجرى الأصول 227
8 في بيان المراد من الحجة في باب الأدلة الشرعية 235
9 في القطع الموضوعي والطريقي 247
10 في تصوير وجوه مخالفة القطع 271
11 في حكم التجري 273
12 في وجه قبح التجري 281
13 محاكمة الأخباري في عدم اعتماده على بعض أقسام القطع 301
14 في قطع القطاع 307
15 في أن المعلوم إجمالا كالمعلوم تفصيلا 312
16 في كفاية الموافقة الإجمالية وعدمها 313
17 في كفاية الموافقة الإجمالية في العبادات وعدمها 322
18 في لزوم مراعاة مراتب الامتثال 346
19 في إمكان التعبد بالظن وعدمه 351
20 في وجوه استحالة التعبد بالظن وأجوبتها 353
21 في تصوير مصلحة السلوك وغيره في حل الإشكال 359
22 في تصوير الإشكال من ناحية المكلف والمكلف والجواب عنه 363
23 في تصوير الانحلال في التعبد بالظن على مسلك السلوك 366
24 في أن الأمر بالسلوك مولوي أو إرشادي 367
25 في آثار الالتزام بمسلك السلوك 369
26 في وقوع التعبد بالظن 377