تقريرات آية الله المجدد الشيرازي - المولى علي الروزدري - ج ٣ - الصفحة ١٢
وهو بمكان من الضعف، إذ الأدلة الآتية وإطلاق عناوين كثير منهم يأبيان عن ذلك التخصيص، والذي ألجأ ذلك الرجل إلى هذا التخصيص أنه زعم: أنه لولاه لما يبقى فرق بين هذه المسألة وتلك، بل يرجع النزاع فيهما إلى واحد.
لكن بالنظر الدقيق يمكن إبداء الفارق بينهما من غير حاجة إلى مثل ذلك التكلف، وإن شئت توضيحه فنقول:
الفارق بينهما كما حققه - دام ظله - أمران:
أحدهما: أن مورد البحث في تلك المسألة ما كان متعلقا الأمر والنهي من عنوان واحد - سواء كانت النسبة بين متعلقيهما هو العموم المطلق أو من وجه - والمراد بكونهما من عنوان واحد وقوع اسم واحد على كليهما وكونهما من سنخ واحد، وهذا كما إذا أمر بصلاة الصبح، ونهى عن الصلاة في مكان مخصوص، أو أمر بصلاة خاصة مطلقا، ثم نهى عن بعض أفرادها، كما إذا أمر بصلاة الظهر - مثلا - من غير تقييدها بشيء، ثم نهى عنها مقيدة ببعض القيود والأحوال الطارئة عليها، والنسبة بين متعلقي الأمر والنهي في المثال أول هو العموم من وجه وفي الثاني هو العموم والخصوص المطلقان، ويقع على كل واحد منهما في كل من المثالين اسم واحد وهو الصلاة مثلا.
هذا بخلاف مسألتنا هذه، فإن مورد البحث فيهما ما كان متعلقاهما متباينين في الاسم، سواء كانت النسبة بينهما هو العموم من وجه، كالصلاة والغصب أو العموم والخصوص المطلقين كالصلاة والفرد الخاص من الغصب المتحد مع الصلاة، وهذا كما إذا قال: صل ولا تغصب في الصلاة.
وثانيهما: أن النزاع في تلك المسألة من حيث دلالة النهي عرفا على تقييد متعلق الأمر بغير مورد الاجتماع أو تخصيصه به، فتكون تلك لفظية، وفي هذه المسألة من حيث جواز اجتماع الوجوب والتحريم عقلا وعدمه ولو لم يكن هناك
(١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اجتماع الأمر والنهي 5
2 مسألة دلالة النهي على الفساد 69
3 في المفاهيم 135
4 في تداخل الأسباب 197
5 [في القطع] 221
6 في المراد من المكلف في عبارة الشيخ (ره) 221
7 في وجه حصر مجرى الأصول 227
8 في بيان المراد من الحجة في باب الأدلة الشرعية 235
9 في القطع الموضوعي والطريقي 247
10 في تصوير وجوه مخالفة القطع 271
11 في حكم التجري 273
12 في وجه قبح التجري 281
13 محاكمة الأخباري في عدم اعتماده على بعض أقسام القطع 301
14 في قطع القطاع 307
15 في أن المعلوم إجمالا كالمعلوم تفصيلا 312
16 في كفاية الموافقة الإجمالية وعدمها 313
17 في كفاية الموافقة الإجمالية في العبادات وعدمها 322
18 في لزوم مراعاة مراتب الامتثال 346
19 في إمكان التعبد بالظن وعدمه 351
20 في وجوه استحالة التعبد بالظن وأجوبتها 353
21 في تصوير مصلحة السلوك وغيره في حل الإشكال 359
22 في تصوير الإشكال من ناحية المكلف والمكلف والجواب عنه 363
23 في تصوير الانحلال في التعبد بالظن على مسلك السلوك 366
24 في أن الأمر بالسلوك مولوي أو إرشادي 367
25 في آثار الالتزام بمسلك السلوك 369
26 في وقوع التعبد بالظن 377