تقريرات آية الله المجدد الشيرازي - المولى علي الروزدري - ج ٣ - الصفحة ٢٤٧
المصنف، بل إنما هي ما كان قاطعا للعذر فيما بين العبد وبين الله تعالى وهو ما لو عمل العبد على طبقه ليس لله تعالى المؤاخذة عليه على تقدير استلزام العمل به لمخالفة الواقع وارتكاب مبغوضيته تعالى، ولو لم يعمل به له المؤاخذة عليه على تقدير مصادفته للواقع، مع تضمنه الحكم الإلزامي.
والذي يكشف عن ذلك أن الحجة عندهم تطلق على الأمارات والأدلة والأصول العملية على حد سواء، بحيث لا يكون إطلاقها على الأصول والأدلة مجازا عندهم قطعا، وليس ذلك لأجل اشتراكها لفظا بين الموارد الثلاثة، بل إنما هو لأجل أنها عبارة عندهم عن معنى عام يصدق على كل منها على حد سواء، وهو ليس إلا ما ذكرنا، إذ لا يعقل جامع بينها غيره، ضرورة أن الأصول العملية ليست طرقا أصلا، فضلا عن كونها مبينة لأحكام متعلقاتها، فكيف يمكن كون ذلك جامعا بين الكل؟ وهذا المعنى لا تناسب بينه وبين المعنى المصطلح عند أهل الميزان بوجه كالمعنى السابق، فلا بد أن يكون لفظ الحجة منقولا عن معناه الأصلي إليه، والعلاقة المصححة للنقل إنما هي علاقة السببية، فإن كان قاطعا للعذر بنى عليه ()، وسد مجال المؤاخذة والسؤال.
ثم إن حجية القطع بهذا المعنى - أيضا - لا اعتبار عليها () بوجه، لاستقلال العقل بقبح مؤاخذة العامل بقطعه على تقدير تخلفه عن الواقع.
نعم يجوز الأمر على تقدير انكشاف الخلاف له بالتعبد بالواقع على ما هو عليه أداء وقضاء.
قوله - قدس سره -: (والحاصل: أن كون القطع حجة غير معقول،
(٢٤٧)
مفاتيح البحث: الحج (1)، الجواز (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اجتماع الأمر والنهي 5
2 مسألة دلالة النهي على الفساد 69
3 في المفاهيم 135
4 في تداخل الأسباب 197
5 [في القطع] 221
6 في المراد من المكلف في عبارة الشيخ (ره) 221
7 في وجه حصر مجرى الأصول 227
8 في بيان المراد من الحجة في باب الأدلة الشرعية 235
9 في القطع الموضوعي والطريقي 247
10 في تصوير وجوه مخالفة القطع 271
11 في حكم التجري 273
12 في وجه قبح التجري 281
13 محاكمة الأخباري في عدم اعتماده على بعض أقسام القطع 301
14 في قطع القطاع 307
15 في أن المعلوم إجمالا كالمعلوم تفصيلا 312
16 في كفاية الموافقة الإجمالية وعدمها 313
17 في كفاية الموافقة الإجمالية في العبادات وعدمها 322
18 في لزوم مراعاة مراتب الامتثال 346
19 في إمكان التعبد بالظن وعدمه 351
20 في وجوه استحالة التعبد بالظن وأجوبتها 353
21 في تصوير مصلحة السلوك وغيره في حل الإشكال 359
22 في تصوير الإشكال من ناحية المكلف والمكلف والجواب عنه 363
23 في تصوير الانحلال في التعبد بالظن على مسلك السلوك 366
24 في أن الأمر بالسلوك مولوي أو إرشادي 367
25 في آثار الالتزام بمسلك السلوك 369
26 في وقوع التعبد بالظن 377