تقريرات آية الله المجدد الشيرازي - المولى علي الروزدري - ج ٣ - الصفحة ١١
منحصرا فيه من أول الأمر، كما إذا كان الواجب أخص مطلقا من المحرم لعين ما مر في الفرضين المتقدمين.
وبالجملة: لا ينبغي التأمل في امتناع تلك الفروض وخروجها عن محل النزاع كما أنه لا شبهة أيضا في خروج ما إذا كان اجتماعهما في الشيء الواحد بالجنس أو النوع عن محل النزاع مع تعدد الجهة التقييدية بأن يتعدد ذلك الشيء بتعدد تلك الجهة، وذلك فيما إذا كان النسبة بين الجهتين هو التباين كالسجود لله والسجود للصنم، والصلاة في حال الطهر وهي في حال الحيض، فإن ذلك - في الحقيقة - راجع إلى توجه الوجوب إلى شيئين متباينين الذي لا نزاع لأحد في جوازه.
بقيت من الصور المتصورة ثنتان:
إحداهما: صورة توجه الوجوب والحرمة إلى شيء واحد من جهتين تقييديتين يكون النسبة بينهما هي العموم من وجه.
وثانيتهما: صورة توجههما إلى شيء واحد من جهتين تقييديتين مع كون النسبة بينهما هي العموم والخصوص المطلقين مع عدم انحصار فرد الواجب فيهما في المحرم.
وكلتاهما محل للنزاع بجميع الوجوه المتصورة في الوحدة فيهما، بمعنى أن النزاع فيهما لا يختص بما إذا كان مورد الاجتماع واحدا شخصيا، بل يعم ما إذا كان واحدا جنسيا أو نوعيا، فإن لفظة الواحد في محل النزاع وإن كانت ظاهرة في الواحد الشخصي إلا أن تمثيلهم لمحل الاجتماع بالصلاة في المكان المغصوب قرينة على إرادة الأعم، ضرورة أنها ليست واحدة شخصية بل نوعية.
وربما يتوهم اختصاص النزاع في هذه المسألة بالأولى من هاتين الصورتين، وأن الثانية منهما هي محل النزاع في المسألة الآتية وهي مسألة أن النهي في العبادات يقتضي الفساد، أو لا؟
(١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اجتماع الأمر والنهي 5
2 مسألة دلالة النهي على الفساد 69
3 في المفاهيم 135
4 في تداخل الأسباب 197
5 [في القطع] 221
6 في المراد من المكلف في عبارة الشيخ (ره) 221
7 في وجه حصر مجرى الأصول 227
8 في بيان المراد من الحجة في باب الأدلة الشرعية 235
9 في القطع الموضوعي والطريقي 247
10 في تصوير وجوه مخالفة القطع 271
11 في حكم التجري 273
12 في وجه قبح التجري 281
13 محاكمة الأخباري في عدم اعتماده على بعض أقسام القطع 301
14 في قطع القطاع 307
15 في أن المعلوم إجمالا كالمعلوم تفصيلا 312
16 في كفاية الموافقة الإجمالية وعدمها 313
17 في كفاية الموافقة الإجمالية في العبادات وعدمها 322
18 في لزوم مراعاة مراتب الامتثال 346
19 في إمكان التعبد بالظن وعدمه 351
20 في وجوه استحالة التعبد بالظن وأجوبتها 353
21 في تصوير مصلحة السلوك وغيره في حل الإشكال 359
22 في تصوير الإشكال من ناحية المكلف والمكلف والجواب عنه 363
23 في تصوير الانحلال في التعبد بالظن على مسلك السلوك 366
24 في أن الأمر بالسلوك مولوي أو إرشادي 367
25 في آثار الالتزام بمسلك السلوك 369
26 في وقوع التعبد بالظن 377