تقريرات آية الله المجدد الشيرازي - المولى علي الروزدري - ج ٣ - الصفحة ٧
وأما الثاني: فلإباء احتجاج المانعين بلزوم اجتماع الضدين، أو النقيضين عنه فما زعمه المحقق القمي (1) رحمه الله من كون المسألة كلامية بمكان من الضعف، فتعين أنه بالاعتبار الثالث.
والظاهر أن المسألة على هذا التقدير من المبادئ الأحكامية، لا الأصولية، فإن الظاهر اختصاص الأصولية بما يكون موضوع البحث فيه أحد الأدلة المعروفة للفقه، التي لا واسطة بينها وبين استنباط نفس الحكم الفرعي، فإن الظاهر من تعريفهم لعلم أصول الفقه - بأنه العلم بالقواعد الممهدة لاستنباط الأحكام الشرعية الفرعية - أن المراد بالقواعد في ذلك الحد يكون قواعد وطرقا لاستنباط الحكم الفرعي بلا واسطة استنباط آخر.
ويقوي ذلك - بل يعينه - أن جماعة من الأعلام أوردوا المسألة في باب الأحكام.
وملخص الكلام في محل النزاع في المقام أن البحث: إنما هو في جواز اجتماع الوجوب والتحريم عقلا من غير مدخلية لخصوصية الأمر والنهي أصلا، ومن غير تعميم النزاع إلى سائر الأحكام أيضا، ولعلنا نتعرض في آخر المبحث - إن شاء الله - لتحقيق الحال بالنسبة إلى سائر الأحكام وبالنسبة إلى جهة فهم العرف تخصيص أحد من الأمر والنهي بالنسبة إلى مورد الاجتماع وعدمه، فانتظر (2).

(1) الموجود من عبارة المحقق القمي (ره) - في قوانينه: 140 - في هذا المقام يخالف المذكور هنا حيث جاء فيه قوله: (وهذه المسألة وإن كانت من المسائل الكلامية، ولكنها لما كانت يتفرع عليها كثير من المسائل الفرعية ذكرها الأصوليون في كتبهم، فنحن نقتفي آثارهم في ذلك).
(2) والنزاع من جهة فهم التخصيص وعدمه إنما ينفع بعد البناء على جواز الاجتماع عقلا، وأما مع البناء على امتناعه فلا بد من التخصيص، فالباحثون عن تلك الجهة لا بد أن يكونوا هم الذين جوزوا الاجتماع عقلا. لمحرره عفا الله عنه.
(٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اجتماع الأمر والنهي 5
2 مسألة دلالة النهي على الفساد 69
3 في المفاهيم 135
4 في تداخل الأسباب 197
5 [في القطع] 221
6 في المراد من المكلف في عبارة الشيخ (ره) 221
7 في وجه حصر مجرى الأصول 227
8 في بيان المراد من الحجة في باب الأدلة الشرعية 235
9 في القطع الموضوعي والطريقي 247
10 في تصوير وجوه مخالفة القطع 271
11 في حكم التجري 273
12 في وجه قبح التجري 281
13 محاكمة الأخباري في عدم اعتماده على بعض أقسام القطع 301
14 في قطع القطاع 307
15 في أن المعلوم إجمالا كالمعلوم تفصيلا 312
16 في كفاية الموافقة الإجمالية وعدمها 313
17 في كفاية الموافقة الإجمالية في العبادات وعدمها 322
18 في لزوم مراعاة مراتب الامتثال 346
19 في إمكان التعبد بالظن وعدمه 351
20 في وجوه استحالة التعبد بالظن وأجوبتها 353
21 في تصوير مصلحة السلوك وغيره في حل الإشكال 359
22 في تصوير الإشكال من ناحية المكلف والمكلف والجواب عنه 363
23 في تصوير الانحلال في التعبد بالظن على مسلك السلوك 366
24 في أن الأمر بالسلوك مولوي أو إرشادي 367
25 في آثار الالتزام بمسلك السلوك 369
26 في وقوع التعبد بالظن 377