نشأة التشيع والشيعة - السيد محمد باقر الصدر - الصفحة ٤٢
فلو كانت الشورى مطروحة من قبل النبي (صلى الله عليه وآله) بالحجم المطلوب لما اختص الاستماع إلى نصوصها بأصحاب تلك الدوافع، بل لسمعها مختلف الناس، ولانعكست بصورة طبيعية عن طريق الاعتياديين من الصحابة كما انعكست فعلا النصوص النبوية على فضل الإمام (عليه السلام) ووصايته عن طريق الصحابة أنفسهم، فكيف لم تحل الدوافع السياسية دون أن تصل إلينا مئات الأحاديث - عن طريق الصحابة - عن النبي (صلى الله عليه وآله) في فضل علي (عليه السلام) ووصايته ومرجعيته (49)، على الرغم من تعارض ذلك مع الاتجاه السائد وقتئذ، ولم يصلنا شئ ملحوظ من ذلك فيما يتصل بفكرة الشورى؟ (50) بل حتى أولئك الذين كانوا يمثلون الاتجاه السائد كانوا في كثير من الأحيان يختلفون في الموقف السياسية، وتكون من مصلحة هذا الفريق أو ذاك أن يرفع شعار الشورى ضد الفريق الاخر،

(٤٩) راجع ما نقلناه في الدراسة " الملحق " وراجع مختصر تاريخ ابن عساكر / لابن منظور / ج ١٧ / ص ٣٥٤ / ص ١ - ٥٠، وراجع حلية الأولياء / لأبي نعيم / ج ١ / ص ٦٦، وراجع الطبقات الكبرى لابن سعد / ج ٢ / ص ٣٣٨، وراجع ينابيع المودة للقندوزي / ج ١ / ص ٦٢ وما بعدها وراجع السنن الكبرى - النسائي / الخصائص ج ٥ / ص ١٢٨ وما بعدها.
(٥٠) من الملاحظ أن الكتاب المسلمين الذين بحثوا في مسألة نظام الحكم، أو في مسألة الخلافة، ممن نظام الشورى محتجين بالقرآن في بعض الموارد ٧ لم يعثروا على نصوص نبوية تسعفهم في تأييد دعواهم، ولذلك اضطروا إلى اعتماد سيرة الصحابة، ومع ذلك فإنهم لم يجدوا تفسيرا منطقيا للوضع المتباين والمضطرب الذي كان عليه استخلاف الصحابة. راجع النظريات السياسية الاسلامية / الدكتور الريس، وراجع السقيفة والخلافة لعبد الفتاح عبد المقصود.
(٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة