نشأة التشيع والشيعة - السيد محمد باقر الصدر - الصفحة ٤٥
أعرابي من خارج المدينة يسأل ليسمع الجواب (55)، وكانوا يرون أن من الترف الذي يجب الترفع عنه السؤال عن حكم قضايا لم تقع بعد. ومن أجل ذلك قال عمر على المنبر... " (56) وقال: " لا يحل لاحد أن يسأل عما لم يكن. إن الله قد قضى فيما هو كائن... " (57) وجاء رجل يوما إلى ابن عمر يسأله عن شئ فقال له ابن عمر: " لا تسأل عما لم يكن، فإني سمعت عمر بن الخطاب يلعن من سال عما لم يكن... " (58)، وسأل رجل أبي بن كعب عن مسالة، قال " يا بني أكان الذي سألتني عنه؟ قال: لا، قال: أما لا، فأجلني حتى يكون " (59).
" وقرا عمر يوما القرآن، فانتهى إلى قوله تعالى: (فأنبتنا فيها حبا * وعنبا وقضيا * وزيتونا نخلا * وحدائق غلبا * وفاكهة وأبا) (60)، فقال كل هذا عرفناه، فما الأب؟ ثم قال: هذا لعمر الله هو التكلف، فما عليك أن لا تدري ما الأب، اتبعوا ما بين لكم هداه من

(55) راجع خطبة الإمام علي (عليه السلام) رقم 210 / ص 327 نهج البلاغة / الدكتور صبحي الصالح. قال " وليس كل أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) من كان يسأله ويستفهمه، حتى إن كانوا ليحبون أن يجئ الأعرابي والطاري فيسأله صلوات الله عليه حتى يسمعوا، وكان لا يمر بي من ذلك شئ دار إحياء السنة النبوية.
(56) سنن الدارمي / ج 1 / ص 50 نشر دار إحياء السنة النبوية.
(57) المصدر السابق / ج 1 / ص 50 (الشهيد).
(58) المصدر السابق / ج 1 / ص 50 (الشهيد).
(59) المصدر السابق / ج 1 / ص 56 (الشهيد).
(60) سورة عبس / آية 27 - 31.
(٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة