نشأة التشيع والشيعة - السيد محمد باقر الصدر - الصفحة ٤٨
وآله) وخط علي بن أبي طالب (عليه السلام) (67) فيه جميع سنن رسول الله (صلى الله عليه وآله).
فهل ترى بربك أن ذلك الاتجاه الساذج - إن كانت المسألة مسألة سذاجة - الذي ينفر من السؤال عن واقعة قبل حدوثها ويرفض تسجيل الجديدة وقيادتها في أهم وأصعب مراحل مسيرتها الطويلة؟؟!
أو هل ترى بربك أن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) كان يترك سنته مبعثرة بدون ضبط وتسجيل مع أنه يأمر بالتمسك بها؟ (68) أو لم يكن من الضروري إذا كان يمهد لفكرة الشورى حقا أن يحدد للشورى دستورها ويضبط سنته لكي تسير الشورى على منهاج ثابت محدد لا تتلاعب به الأهواء؟ (69).
أو ليس التفسير الوحيد المعقول لهذا الموقف من النبي أنه كان قد أعد الامام عليا للمرجعية وزعامة التجربة بعده، وأودعه سنته

(٦٧) أصول الكافي / ج ١ / ص ٢٤١ / ٢٤٢، باب ذكر الصحيفة والجفر والجامعة... / نشر دار الكتب الاسلامية / طهران ١٣٨٨ ه‍.
(٦٨) كما في حديث الثقلين: " إني تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي... ".
وقد مر تخريجه، راجع مثلا صحيح مسلم / ج ٤ / ص ١٨٧٤، وراجع الأصول العامد / محمد تقي الحكيم / بحث السنة.
(٦٩) أشرنا إلى مسالة الاضطراب في قضية الشورى واختلاف معاييرها ومعالمها من خلافة إلى أخرى في الهامش رقم (٥٠) وراجع: السقيفة والخلافة / عبد الفتاح عبد المقصود / ص 264.
(٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة