نشأة التشيع والشيعة - السيد محمد باقر الصدر - الصفحة ٣٢
وفيما: يأتي بعض النقاط التي توضح ذلك:
النقطة الأولى:
لو كان النبي (صلى الله عليه وآله) قد اتخذ من مستقبل الدعوة بعده موقفا إيجابيا يستهدف وضع نظام الشورى موضع التطبيق، بعد وفاته مباشرة، وإسناد زعامة الدعوة إلى القيادة التي تنبثق عن هذا النظام، لكان من أبده الأشياء التي يتطلبها هذا الموقف الايجابي، أن يقوم الرسول القائد بعملية توعية للأمة والدعوة على نظام الشورى.
وحدوده وتفاصيله، وإعطائه طابعا دينيا مقدسا، وإعداد المجتمع الاسلامي إعداد فكريا وروحيا لتقبل هذا النظام، وهو مجتمع نشأ من مجموعة من العشائر، لم تكن قد عاشت - قبل الاسلام - وضعا سياسيا على أساس الشورى، وإنما كانت تعيش، في الغالب، وضع زعامات قبلية وعشائرية تتحكم فيها القوة والثروة وعامل الوراثة إلى حد كبير (26).
ونستطيع بسهولة أن ندرك أن النبي (صلى الله عليه وآله) لم يمارس عملية التوعية على نظام الشورى، وتفاصيله التشريعية، ومفاهيمه الفكرية، لان هذه العملية لو كانت قد أنجزت، لكان من الطبيعي أن تنعكس وتتجسد في الأحاديث المأثورة عن النبي (صلى الله عليه وآله)، وفي ذهنية الأمة، أو على الأقل في ذهنية الجيل

(26) راجع: النظم الاسلامية / الدكتور عبد العزيز الدوري / ص 7، مطبعة نجيب - بغداد 1950 م أيضا النظم الاسلامية / الدكتور صبحي الصالح / ص 50 دار العلم للملايين 1965.
(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة