نشأة التشيع والشيعة - السيد محمد باقر الصدر - الصفحة ٣٧
العرب أن يتركوا دين آبائهم فخالفوه وشاقوه وخص الله المهاجرين الأولين من قومه بتصديقه.. فهم أول من عبد الله في الأرض، وهم أولياؤه وعترته، وأحق الناس بالامر بعده، لا ينازعهم فيه الا ظالم... " (38).
وقال الحباب بن المنذر، وهو يشجع الأنصار على التماسك:
" املكوا عليكم أيديكم إنما الناس في فيئكم وظلكم، فإن أبى هؤلاء فمنا أمير ومنهم أمير... " (39) ورد عليه عمر قائلا: هيهات لا يجتمع سيفان في غمد... من ذا يخاصمنا في سلطان محمد وميراثه، ونحن أولياؤه وعشيرته إلا مدل بباطل، أو متجانف لاثم، أو متورط في هلكة " (40).
إن الطريقة التي مارسها الخليفة الأولى والخليفة الثاني

(38) المصدر السابق / ج 2 / ص 242: وقد رد الإمام علي عليه السلام مثل هذا الاحتجاج كما في مختصر تاريخ ابن عساكر / ج 18 / ص 38 / 39، وحاصله: إذا كان السبق إلى الاسلام والايمان هو الذي يرشح الانسان للخلافة مع ضرورة كونه أقرب إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأن يكون من أوليائه وعترته، فإن عليا هو الأسبق إلى عبادة الله، والايمان برسالة نبيه صلوات الله عليه، بل إن عبادة لم تكن مسبوقة بشرك - فهو لم يسجد لصنم قط - على خلاف الجميع وأما القرب من رسول الله فهو من عترته وخاصته وهو بالنص الصريح وليه وأخوه ونفسه - وأنه هو وحده الذي يودي عنه. راجع مسند الإمام أحمد / ج 4 / ص 281. إذن بمقتضى هذا المنطق يلزم أن يكون هو الأحق لا غيره.
(39) راجع تاريخ الطبري / ج / ص 241 وما بعدها - حوادث سنة (11) هجرية.
(40) المصدر السابق / ج 2 / ص 243. وراجع شرح نهج البلاغة / لابن أبي الحديد / ج 6 / ص 6 - 9 (الشهيد)
(٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة