نشأة التشيع والشيعة - السيد محمد باقر الصدر - الصفحة ١٠٣
تمهيد إن عملية الاعداد الفكري والتربوي (الرسالي) لولاية علي بن أبي طالب وخلافته، التي قام بها الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) كانت تسير في خطين متوازيين ومتكاملين، وهما إعداد على (عليه السلام) وإعداد الأمة في آن واحد. فبينما نجد الرسول القائد (صلى الله عليه وآله) يتعهد عليا برعاية خاصة، تربية وتثقيفا، فكريا وعقائديا، وفق برنامج دقيق ويومي متواصل، نجده صلوات الله عليه يتولى تهيئة ذهنية الأمة المسلمة، وتربيتها فكريا وعقائديا أيضا لترسيخ ولاية علي، وتأكيد أهليته لقيادة المسيرة الاسلامية والتجربة الاسلامية بعده مباشرة. وقد كان تدخل الوحي المباشر في كثير من الموارد والمناسبات - كما سيأتي - يصب هو الاخر في هذا الاتجاه.
لقد كان قرآن ينزل دائما يحمل الإشادة بفضل على تارة، ويدل على خصائصه تارة، وبشخصه دون غيره إلى أن يصل الامر إلى تعليق إكمال تبليغ الرسالة على الاعلان عن ولايته، والتصريح بها
(١٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 95 96 97 99 101 103 104 105 106 107 108 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة