نشأة التشيع والشيعة - السيد محمد باقر الصدر - الصفحة ٩٥
شعبية واعية، أو في طريق التوعية من المهاجرين والأنصار والتابعين باحسان ولكن بعد نصف قرن وبعد أن لم يبق من هذه القواعد الشعبية شئ مذكور ونشأت أجبال مائعة (150) في ظل الانحراف، لم يعد تسلم الحركة الشيعية للسلطة محققا للهدف الكبير لعدم وجود القواعد الشعبية المساندة بوعي وتضحية وأمام هذا الواقع كان لابد من عملين:
أحدهما: العمل من أجل بناء هذه القواعد الشعبية الواعية التي تهئ أرضية صالحة لتسلم السلطة.
وثانيهما: تحريك ضمير الأمة الاسلامية وإرادتها والاحتفاظ للضمير الاسلامي والإرادة الاسلامية بدرجة من الحياة والصلابة تحصن الأمة ضد التنازل المطلق عن شخصيتها وكرامتها للحكام المنحرفين.
والعمل الأول هو الذي مارسه الأئمة (عليهم السلام) بأنفسهم، والعمل الثاني، هو الذي مارسه ثائرون علويون كانوا يحاولون

(150) راجع ما أحدثته السياسة الأموية في أوساط الأمة من نشر اللهو وإشاعة المجون وشرب الخمر ثم استخدام سياسية البطش والقمح ضد كل المناوئين.
راجع في هذه القضية مروج الذهب / المسعودي / ج 3 / ص 214 وما بعدها.
وراجع: العقد الفريد / ابن عبد ربه / ج 5 / ص 200 - 202.
وراجع: الأغاني / أبي الفرج الأصفهاني / ج 7 / ص 6 وما بعدها طبعة دار الفكر بيروت / ط 1 / 1407 ه‍ وراجع: حول عبث الأمويين في الأموال: العدالة الاجتماعية في الاسلام / سيد قطب.
(٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 89 91 92 93 94 95 96 97 99 101 103 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة