نشأة التشيع والشيعة - السيد محمد باقر الصدر - الصفحة ١٠٧
إن هذه التربية المخصوصة لعلي (عليه السلام)، والرعاية الفائقة، والحرص على أن يكون علي قريبا جدا من أنوار الوحي، وأن يكون متعرضا لنفحات النبوة، وأن يكون ثالث ثلاثة في بيت الرسول القائد حيث مهبط الوحي، فيتلقى في هذا المكان المشرف الدروس الأولى والتوجيهات النبوية المباشرة فينعكس ذلك على تكوينه الفكري والعقيدي (فلا يسجد لصنم قط) (3) ولا يخالط عقله لحظة شرك، وينعكس على سلوكه (فلا كذبة في قوله، ولا خطلة في فعل. ان هذا ليكشف عن إعداد تربوي خاص بلا أدني شك.
ومما يلاحظ في هذا الصدد أن تعهد الرسول القائد (صلى الله عليه وآله) لعلي بالرعاية والعناية الخاصتين لم يقتصر على فترة الطفولة والصبا، ولم يتوقف عند مرحلة معينة لأننا نجد أن الرسول القائد كان حريصا على أن يكون علي إلى جانبه دائما لا يفارقه ليلا ولا نهارا، كما ورد عن علي (عليه السلام) قال: (كان لي مع النبي (صلى الله عليه وآله) مدخلان، مدخل بالليل، ومدخل بالنهار.. (4) بل نجد الرسول القائد لا يفارق عليا ولا يتركه إلا لضرورة تتصل تحفظ حياة الرسول نفسه أو بحفظ الدعوة الاسلامية وحمايتها من أخطار محتملة.

(3) مناقب أمير المؤمنين / ج 2 / ص 540 / حديث رقم 1045 عن أبي سعيد الخدري وراجع الروض الأنف / السهيلي / ج 3 / ص 16 أول ن صلى علي / الهامش (1) قال: واليه ذهب سلمان وخباب وجابر وأبو سعيد كذا في الطبراني.
(4) السنن الكبري / الخصائص / النسائي / ج 5 / ص 141 ح 8502.
(١٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 101 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة