الاحكام - ابن حزم - ج ٨ - الصفحة ١١٧٠
رسوله صلى الله عليه وسلم، وعليه أن يعتقد مع ذلك أن ما كان في ذلك الخبر من تخصيص لم يبلغه أو زيادة لم تبلغه في حق، ولا نقطع بتكذيب ما ليس في ذلك الخبر أصلا. وكذلك أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال:
لا تصدقوا أهل الكتاب إذا حدثوكم ولا تكذبوهم، تكذبوا بحق أو تصدقوا بباطل أو كلاما هذا معناه.
فهذا حكم الأخبار الواردة في الوعظ وغيره. وبالله تعالى التوفيق.
وما كان من الاخبار لا يحتمل خلاف نصه صدق كما هو، ولزم تكذيب كل ظن خالف نص ذلك الخبر. وبالله تعالى التوفيق. وهو حسبنا ونعم الوكيل لا إله إلا هو عليه توكلت.
قال أبو محمد: علي بن أحمد رضي الله عنه.
قد انتهينا من الكلام في الأصول إلى ما أعاننا الله تعالى عليه، ويسرنا له على حسب ما شرطنا، في أول كلامنا في ديواننا هذا من التقصي والاستيعاب، نسأل الله عز وجل أن يجعله لوجهه، ودعاء إليه ونصرا له. وأن يدخلنا بما من به علينا من ذلك، في جملة من أثنى عليهم بقوله تعالى: * (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون) * وبقوله تعالى: * (ولينصرن الله من ينصره) *.
قال أبو محمد: فلنختم كلامنا بما ابتدأنا به فنقول:
والحمد لله رب العالمين. وصلى الله على سيدنا محمد عبده ورسوله وسلم تسليما ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
(تم الكتاب والحمد لله)
(١١٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 1160 1161 1162 1163 1164 1165 1166 1167 1168 1169 1170
الفهرست