بداية الوصول في شرح كفاية الأصول - الشيخ محمد طاهر آل الشيخ راضي - ج ٢ - الصفحة ٢٢٨
فإذا كان الترك واجبا، فلا محالة يكون الفعل منهيا عنه قطعا، فتدبر جيدا (1).
____________________
(1) حاصل ما يريد: ان ما أورد على هذه الثمرة ليس بوارد.
وبيانه: ان الفعل بالنسبة إلى نقيض المقدمة الموصلة الذي هو ترك الترك الموصل من مقارناته لا من ملازماته، فإنه قد اعترف ان لترك الترك الموصل فردين: الفعل، والترك غير الموصل.
ومن الواضح: ان المتلازمين في الوجود فضلا عن المتقارنين فيه لا يسرى حكم أحدهما إلى الآخر لوضوح ان الحكم تابع لمصالح ومفاسد، وحيث لم يكن في الملازم مصلحة أو مفسدة تدعو إلى الحكم فيه لا يعقل ان يكون محكوما بمثل حكم ملازمه، لأنه يكون من المعلول بلا علة. نعم التلازم بينهما يقتضي ان يكون الملازم لما فيه الحكم الالزامي لا حكم له لا حكما الزاميا منافيا لحكم ملازمه، لعدم امكان ان يكون حكم أحد المتلازمين في الوجود الوجوب وحكم الثاني الحرمة فإنه من التكليف بما لا يطاق، ولا يعقل ان يكون محكوما بالإباحة لأن الترخيص فيه لغو بعد ان كان ملازمه لازم الوجود أو العدم.
إلا ان هذا انما هو في المتلازمين في الوجود لا في المتقارنين الذي ينفك أحدهما عن الآخر فإنه لا سراية بينهما لأنها غير متحققة في المتلازمين، فكيف تكون في المتقارنين المنفك أحدهما عن الآخر؟ وحيث لا تلازم في الوجود بينهما فلا يقتضي ان لا يكون أحدهما محكوما بما ينافي الحكم في الآخر.
وقد اعترف المورد: بان الفعل لا يلازم ما هو النقيض، لأنه قال إن لنقيض ترك الترك الموصل فردين: الفعل، والترك غير الموصل، فلا ملازمة في الوجود بين فعل الصلاة وترك ترك الصلاة الموصل إلى الإزالة، وحيث لا يكونا من المتلازمين فلابد وان يكونا من المتقارنين، وإذا كانا من المتقارنين فلكل واحد منهما حكمه، فإذا كان ترك الترك الموصل حراما لا يكون مقارنه وهو فعل الصلاة حراما، بل له حكمه
(٢٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 219 221 224 225 227 228 230 231 232 234 235 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الواجب 1
2 اقسام المقدمة 5
3 المقدمة الداخلية والخارجية 5
4 خروج الأجزاء عن محل النزاع 15
5 المقدمة الخارجية 22
6 المقدمة العقلية والشرعية والعادية 22
7 رجوع المقدمة العادية إلى العقلية 24
8 مقدمة الوجود والصحة والوجوب والعلم 27
9 رجوع مقدمة الصحة إلى مقدمة الوجود 27
10 خروج مقدمة الوجوب والمقدمة العلمية عن محل النزاع 27
11 تقسيم المقدمة إلى المتقدم والمقارن والمتأخر 31
12 الاشكال في المقدمة المتأخرة 33
13 تقسيم الواجب إلى المطلق والمشروط 50
14 اشكال تفكيك الانشاء عن المنشأ وجوابه 68
15 دخول المقدمات الوجودية للواجب المشروط في محل النزاع 78
16 تذنيب 85
17 تقسيم الواجب إلى المعلق والمنجز 89
18 اشكال المصنف (ره) على صاحب الفصول (ره) 102
19 تقسيم الواجب إلى النفسي والغيري 133
20 الشك في كون الواجب نفسيا أو غيريا 140
21 تذنيبان 149
22 اشكال ودفع 153
23 تبعية المقدمة لذيها في الاطلاق والاشتراط 172
24 عدم اعتبار قصد التوصل في وجوب المقدمة 176
25 في الرد على القول بالمقدمة الموصلة 193
26 استدلال صاحب الفصول (قده) على وجوب المقدمة الموصلة 201
27 الجواب عن الوجوه 207
28 ثمرة القول بوجوب المقدمة الموصلة 221
29 الاشكال على الثمرة 224
30 تقسيم الواجب إلى الأصلي والتبعي 230
31 تذنيب في بيان الثمرة 237
32 تأسيس الأصل في المسألة 250
33 استدلال أبي الحسن البصري على وجوب المقدمة 260
34 مقدمة المستحب كمقدمة الواجب 269
35 فصل الأمر بالشيء هل يقتضي النهي عن ضده 275
36 توهم كون ترك الضد مقدمة لضد آخر 279
37 ثمرة المسألة 308
38 في مبحث الترتب 311
39 اشكال المصنف (قده) على القائل بالترتب 325
40 فصل عدم جواز الامر مع العلم بانتفاء الشرط 335
41 فصل تعلق الأوامر والنواهي بالطبائع 340
42 فصل إذا نسخ الوجوب فلا دلالة على بقاء الجواز 350
43 فصل في الواجب التخييري 358
44 فصل في الواجب الكفائي 377
45 فصل في الواجب الموسع والمضيق 380
46 فصل الامر بالامر بشيء امر به 390
47 فصل إذا ورد امر بشيء بعد الامر به 391