الأصول الأصيلة - الفيض القاساني - الصفحة ١١٠
الظلمات الا به (1). وفيه عنه (ع): اعلموا (2) عباد الله ان المؤمن يستحل العام ما استحل عاما أول ويحرم العام ما حرم عاما أول، وان ما أحدث الناس لا يحل لكم شيئا مما حرم عليكم ولكن الحلال ما أحل الله والحرام ما حرم الله. وفيه عنه (ع) في صفة من يتصدى للحكم بين الأمة وليس لذلك باهل (3): ان أبغض الناس إلى الله رجلان رجل وكله الله إلى نفسه فهو جائر عن قصد السبيل مشعوف بكلام بدعة ودعاء ضلالة فهو فتنة لمن افتتن به ضال عن هدى من كان قبله مضل لمن اقتدى به في حياته وبعد وفاته، حمال خطايا غيره، رهن بخطيئته، ورجل قمش جهلا موضع في جهال الأمة غان (4) في أغباش الفتنة عم بما في عقد الهدنة قد سماه أشباه الناس عالما وليس به، بكر فاستكثر من جمع ما قل منه خير مما كثر حتى إذا ارتوى من ماء آجن فاستكثر من غير طائل، جلس بين الناس قاضيا ضامنا لتخليص ما التبس على غيره، فان نزلت به إحدى المبهمات هيأ لها حشوا من رأيه ثم قطع به، فهو من لبس الشبهات في مثل نسج العنكبوت لا يدرى أصاب أم أخطأ، ان أصاب خاف

١ - قال الأمين الاسترآبادي (ره) بعد نقله (ص ٩٤ من الفوائد المدنية):
" وأقول: المقدمتان القائلتان بان كل ما تحتاج إليه الأمة إلى يوم القيامة نزل في القرآن وبأنه لا اختلاف فيما نزل فيه تستلزمان ان يكون كل من أفتى بحكمين مختلفين من غير ابتناء أحدهما على التقية مصداقا لقوله تعالى: ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الكافرون ثم أقول: الكافر جاء بخمسة معان في كتاب الله تعالى وتلك المعاني وما هو المراد منها تستفاد ان من أحاديث كثيرة منها ما (فخاض في ذكر الأحاديث الدالة على الأقسام الخمسة).
٢ - هو من خطبة له (ع) مذكورة في النهج (ص ٥١٤ ج ٢ شرح ابن أبي الحديد من طبعة مصر).
٣ - مأخوذ من الفوائد المدنية (انظر ص 97) ومنقول في نهج البلاغة (شرح ابن أبي - الحديد ص 94 ج 1 من طبعة مصر).
4 - قال في الوافي: " غان بالغين المعجمة والنون من غنى بالكسر أقام، وغاش اي مقيم في ظلماتها (إلى آخر ما قال).
(١١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 ... » »»