تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٤ - الصفحة ٣٦٠
قلت: وروى الترمذي عن ابن عمر قال: صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر، فنادى بصوت رفيع، فقال: " يا معشر من قد أسلم بلسانه، ولم يفض الإيمان إلى قلبه، لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من يتبع عورة أخيه المسلم; يتبع الله عورته; ومن يتبع الله عورته يفضحه، ولو في جوف رحله... " الحديث. انتهى. ورواه أبو داود في " سننه " من طريق أبي برزة الأسلمي عن النبي صلى الله عليه وسلم وتوعد الله سبحانه هذه الأصناف في هذه الآية.
وقوله سبحانه * (والذين في قلوبهم مرض) * المرض، هنا: هو الغزل وحب الزنا; قاله عكرمة. * (والمرجفون في المدينة) *: هم قوم كانوا يتحدثون بغزو العرب المدينة; ونحو هذا مما يرجفون به نفوس المؤمنين، فيحتمل أن تكون هذه الفرق داخلة في جملة المنافقين، ويحتمل أن تكون متباينة و * (نغرينك) * معناه: نحضك عليهم بعد تعيينهم لك.
وفي " البخاري ": وقال ابن عباس: * (لنغرينك) * لنسلطنك. انتهى.
وقوله تعالى: * (ثم لا يجاورونك) * أي: بعد الإغراء لأنك تنفيهم بالإخافة والقتل.
وقوله: * (إلا قليلا) * يحتمل: أن يريد إلا جوارا قليلا، أو وقتا قليلا، أو عددا قليلا، كأنه قال: إلا أقلاء، و * (ثقفوا) *: معناه: حصروا وقدر عليهم و * (أخذوا) *: معناه: أسروا والأخيذ الأسير. و * (الذين خلوا) * هم منافقوا الأمم، وباقي الآية متضح المعنى.
و * (السبيلا) *: مفعول ثان; لأن * (أضل) * متعد بالهمزة، وهي سبيل الإيمان والهدى،
(٣٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 355 356 357 358 359 360 361 362 363 364 365 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مريم 5
2 طه 43
3 الأنبياء 79
4 الحج 106
5 المؤمنون 141
6 النور 167
7 الفرقان 202
8 الشعراء 224
9 النمل 242
10 القصص 263
11 العنكبوت 288
12 الروم 305
13 لقمان 318
14 السجدة 326
15 الأحزاب 334
16 سبأ 363
17 فاطر 381