تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٤ - الصفحة ٢٢٠
وآمن، وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات، انتهى. ثم أكد سبحانه أمر التوبة، ومدح المتاب فقال: " ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متابا " كأنه قال:
فإنه يجد بابا للفرج والمغفرة عظيما، ثم استمرت الآيات في صفة عباد الله المؤمنين بأن نفى / عنهم شهادة الزور، و * (يشهدون) * في هذا الموضع ظاهر، معناها: يشاهدون ويحضرون، والزور: كل باطل زور، وأعظمه الشرك، وبه فسر الضحاك، ومنه الغناء، وبه فسر مجاهد، وقال علي وغيره: معناه لا يشهدون بالزور، فهي من الشهادة لامن المشاهدة، والمعنى الأول أعم. واللغو: كل سقط من فعل أو قول، وقال الثعلبي: اللغو كل ما ينبغي أن يطرح ويلغى، انتهى. و * (كراما) * معناه: معرضين مستحيين، يتجافون عن ذلك، ويصبرون على الأذى فيه.
قال * ع *: وإذا مر المسلم بمنكر فكرمه أن يغيره، وحدود التغير معروفة.
وقوله تعالى: * (والذين إذا ذكروا بآيات ربهم) * يريد: ذكروا بالقرآن أمر آخرتهم ومعادهم.
وقوله: * (لم يخروا عليها صما وعميانا) * يحتمل تأويلين: أحدهما: أن يكون المعنى: لم يكن خرورهم بهذه الصفة; بل يكونوا سجدا وبكيا، وهذه كما تقول: لم يخرج زيد إلى الحرب جزعا، أي: إنما خرج جريئا مقداما، وكأن الذي يخر أصم أعمى هو المنافق أو الشاك، والتأويل الثاني: ذهب إليه الطبري وهو أن: يخروا صما وعميانا، هي صفة للكفار، وهي عبارة عن إعراضهم.
وقال الفراء: * (لم يخروا) * أي: لم يقيموا، وهو نحو تأويل الطبري، انتهى. وقال
(٢٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مريم 5
2 طه 43
3 الأنبياء 79
4 الحج 106
5 المؤمنون 141
6 النور 167
7 الفرقان 202
8 الشعراء 224
9 النمل 242
10 القصص 263
11 العنكبوت 288
12 الروم 305
13 لقمان 318
14 السجدة 326
15 الأحزاب 334
16 سبأ 363
17 فاطر 381