تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٤ - الصفحة ١١٠
وقوله سبحانه: * (لنبين لكم) * قالت فرقة: معناه أمر البعث، * (ونقر) * أي: ونحن نقر في الأرحام، والأجل المسمى مختلف بحسب حين حين، فثم من يسقط، وثم من يكمل أمره ويخرج حيا.
وقوله سبحانه: * (ثم نخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا) * قد تقدم بيان هذه المعاني، والرد إلى أرذل العمر هو حصول الإنسان في زمانه، واختلال العقل والقوة، فهذا مثال واحد يقتضي للمعتبر به أن القادر على هذه المناقل، المتقن لها - قادر على إعادة تلك الأجساد التي أوجدها بهذه المناقل، إلى حالها الأولى.
وقوله عز وجل: * (وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج) * هذا هو المثال الثاني الذي يعطي للمعتبر فيه جواز بعث الأجساد; وذلك أن إحياء الأرض بعد موتها بين; فكذلك الأجساد، و * (هامدة) *: معناه: ساكنة دارسة بالية، واهتزاز الأرض: هو حركتها بالنبات وغير ذلك مما يعتريها بالماء، * (وربت) *:
معناه: نشزت وارتفعت; ومنه الربوة وهي المكان المرتفع، والزوج: النوع، والبهيج: من البهجة، وهي الحسن; قاله قتادة وغيره.
وقوله: * (ذلك) * إشارة إلى كل ما تقدم ذكره، وباقي الآية بين.
وقوله سبحانه: * (ومن الناس من يجادل في الله بغير علم...) * الآية، الإشارة بقوله: * (ومن الناس) * إلى القوم الذين تقدم ذكرهم، وكرر هذه الآية; على جهة التوبيخ فكأنه يقول: فهذه الأمثال في غاية الوضوح، ومن الناس مع ذلك من يجادل، و * (ثاني) *:
حال من الضمير في * (يجادل) *.
(١١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مريم 5
2 طه 43
3 الأنبياء 79
4 الحج 106
5 المؤمنون 141
6 النور 167
7 الفرقان 202
8 الشعراء 224
9 النمل 242
10 القصص 263
11 العنكبوت 288
12 الروم 305
13 لقمان 318
14 السجدة 326
15 الأحزاب 334
16 سبأ 363
17 فاطر 381